+ -

الشعب الجزائري يحس بغضب شديد من تصرف السلطة مع الحراك أمنيا داخل العاصمة في الساحات العامة وفي مداخل العاصمة على الطرقات السريعة، وأنا عكس الشعب الجزائري أحس بسعادة لتصرف السلطة أمنيا ضد هذه الثورة الشعبية بهذه الطريقة. فالسلطة تساعد الشعب بهذه التصرفات الأمنية في زيادة ضرب سمعتها لدى الرأي العام الدولي بعد أن دمرت سمعتها لدى الرأي العام الوطني بهذه التصرفات!1 - تصوروا الدول الأجنبية تشاهد تلك المناظر البائسة لعاصمة البلاد وهي محاصرة بمئات الآلاف من قوات الأمن والدرك في المداخل وفي الساحات العامة... تواجه شعبا أعزل يرش الشرطة بالماء البارد، في وقت تتهدد الشرطة الشعب المسالم بالهراوات! هل بقي لسلطة هذا وضعها قيمة لدى الأجانب؟!أعتقد أن ما تفعله السلطة بنفسها بهذه الصورة البائسة لا يمكن أن يفعله أعتى جهاز إعلامي دعائي للثورة الشعبية هذه؟!2 - الاعتقالات وطريقة موت فخار وتامالت... ومواصلة الشرطة والدرك لاعتقالات الشباب المسالم، هي في النهاية دعاية للحراك ضد السلطة لدى الرأي العام الوطني والدولي... دعاية مجانية فعالة لا تقدر بثمن.يحدث كل هذا لأن بعض المسؤولين في السلطة يتمتعون بغباء يحسدون عليه، لهذا فإنني أقول دائما للشباب المتظاهر في الثورة الشعبية عندما يشتكي من القمع اصبروا... فكلما زاد الظلم وتعاظم القمع قربت الحرية! فالحرية الحقة تولد خلف قضبان السجون!واليوم كلما زاد قمع السلطة للشعب المسالم، زادت أعداد المتظاهرين!3 - والشيء الآخر الجيد هو غياب وسائل الإعلام السائرة في ركاب السلطة سواء العمومية أو الخاصة، فغيابها فتح المجال لبقاء وسائل الإعلام الحديثة وحدها في الساحة تنقل الحقيقة كما تقع دون تزوير أو تزييف.فشكرا للسلطة التي أبطلت فعالية إعلامها بنفسها وشلت تأثيره في الرأي العام الوطني والدولي كجهاز تشويش على الحراك من الداخل.. والشباب في الحراك كانوا على حق حين منعوا رجال هذه الوسائل الإعلامية من التواجد بين صفوفهم.هذه الأخطاء الثلاثة التي ارتكبتها السلطة ضد نفسها في مواجهة الثورة الشعبية، ساعدت هذه الثورة بما لا يقدر بثمن؟!فشكرا لسلطة تفعل هذا بنفسها.. وتحية لذكاء الشباب المؤطر لهذه الثورة المباركة بهذه الصورة الرائعة والرائدة في إدارة “الفلول” الشعبية الواعدة سياسيا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات