+ -

 لا يمكن أن نتصور المهمة التي يقوم بها بن صالح في الرئاسة وبدوي في الحكومة.. إنهما يقومان بدور “البارشوك”، مخفف الصدمة للسلطة الفعلية كل يومي جمعة وثلاثاء! تصوروا      بن صالح مكانش وبدوي مكانش في واجهة السلطة، لمن يوجه هذا الغضب الأسبوعي الذي يعبر عنه الشباب في الشوارع؟!لهذا يمكن أن يفهم لماذا لم يغادر هؤلاء مناصبهم رغم ما يقوله فيهم الشعب كل جمعة وثلاثاء...؟! هم أيضا بشر ولهم إحساس وكرامتهم لا تتحمل ما يسمعون كل أسبوع.. وما يحملهم على البقاء في مناصبهم هو خوفهم من تبعات ذلك إذا غادروا أماكنهم ولا شيء غير ذلك... فليس حب المنصب أو حب السلطة هو الذي يجعلهم يتمسكون بمناصبهم! هم يفعلون ذلك خدمة لمن يهددهم بالثبور وعظائم الأمور إذا تخلوا عن أداء واجب التعرض لغضب المواطنين لهم في هذه الظروف!وأكثر من هذا يجبر هؤلاء على اتخاذ قرارات مستفزة ترفع منسوب الغضب منهم حتى يبقى الشعب يتجه بغضبه نحو هؤلاء وينسى غيرهم!لا أعتقد أن بن صالح وبدوي غير واعيين إلى درجة أنهما يقولان للشعب الثائر بأنهما سيشكلان لجنة مراقبة الانتخابات من قاض يعينه النائب العام على مستوى البلدية و”مير” البلدية الذي هو منتخب “الراندو” أو الأفالان أو حتى أحزاب المعارضة البائسة، وكذلك ممثل عن المجتمع المدني الذي اعتمدته وزارة الداخلية... هل الشعب الثائر غبي حتى يقبل هذا، أم أن هؤلاء لا يعرفون ذلك؟! وهل الشعب لا يعرف بأن بن صالح الذي يدعو للحوار أمر الحكومة بإعداد قانون لجنة مراقبة الانتخابات وإعداد قوائم أعضاء هذه اللجنة؟! هل هذا عدم إدراك للعواقب أم توريط لبن صالح لرفع منسوب الغضب منه من طرف الثورة الشبانية لإلهاء الرأي العام إلى حين!شيء جديد بدأ يظهر في تطور الثورة الشعبية ضد النظام وهو مطاردة الشعب لرموز النظام في المناسبات الرسمية وفي الخارج... فالوزراء لم يعد أي واحد منهم يخرج من مكتبه... وأصبح الحال ليس فيه فرق بين أن تكون عضوا في الحكومة التي نصبتها العصابة قبل أن ترحل، أو أي عضو من العصابة وهو في السجن..!وأسألكم، ما هو الفرق بين بن صالح والسعيد بوتفليقة في مسألة السجن، فبن صالح مسجون في سجن 5 نجوم، وهي الرئاسة، والسعيد مسجون في البليدة في سجن بنجمة أو من دون نجوم، والسجن سجن على أية حال..! وأكثر من هذا، فإن الأمور تطورت فأصبح الشعب يطارد المسؤولين في الداخل والخارج، وما حدث لسعداني ونزار علامة على تطور المواجهة بين الشعب والحكام.في 1994 قال رئيس الحكومة الأسبق، عبد السلام بلعيد: على المسؤولين الذين نهبوا أموال الشعب أن يسعوا إلى إنجاز السلم والاستقرار ليتمتعوا بما أخذوه... وحتى لا يأتي يوم ويهاجمهم الشعب في قصورهم.. وها هو ما حذر منه بلعيد يحصل ويصل حتى إلى ملاحقة هؤلاء في الخارج... فهل من معتبر؟[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات