السعادة المقلقة والخوف المشروع؟

+ -

 شيء محزن فعلا ومفرح في نفس الوقت هذا الذي يحدث للدولة والسلطة ورجالاتها، سجن النظام لواجهته السياسية المدنية الاقتصادية بهذه الطريقة المفجعة واللذيذة في نفس الوقت، يطرح علامات استفهام كبرى على ماهية الدولة وحقيقة السلطة في الجزائر.1 - إذا كانت الواجهة السياسية الاقتصادية للنظام على هذا المستوى من الفساد والرداءة والاستبداد بالبلاد، وإذا تم فعلا تنظيف النظام بصب روح الملح في دواليب الدولة لإزالة أدرانها بهذه الطريقة التي تنال إعجاب المواطنين، فهل هذا كاف لتجديد النظام لنفسه بواسطة أناس غير مفسدين وإنجاز ذلك بواسطة النظام نفسه حتى لا تتعرض البلاد لهزة قوية قد تأخذ مسارات أخرى، كما تدعي السلطة أو بقايا السلطة وبعض المعارضة السائرة في ركابها؟! من يضمن أن بقاء “السيستام” يعمل بنفس الأساليب في تعيين المسؤولين لا ينتج لنا مسؤولين أسوأ من هؤلاء الذين هم الآن نزلاء السجون؟! أسئلة محيرة ولكنها مشروعة!2 - بعض الممارسات التي كشفتها عمليات ملاحقة الفساد والمفسدين تدمي القلب عندما يتأملها الإنسان مجردا من الخوف والعواطف ولذة الانتقام.. فمثلا عندما نسمع بأن اللواء المتقاعد لغديري، مرشح الرئاسيات، قد تم سجنه من طرف العدالة لأنه تورط في تزوير أختام الدولة ووثائقها الرسمية من أجل تزوير استمارات الترشح للرئاسة! فإن هذه التهمة تدمي القلب، فإذا كان فعلا اللواء قد زوّر هذه الوثائق، وهو لواء ومرشح للرئاسة، فإن القضية، أخلاقيا وسياسيا، أعمق من سجنه وملاحقته.. وإذا كانت القضية غير صحيحة، فإن الأمر أكثر خطورة! إذا حدث هذا، فإن البلاد مقبلة على ما هو أخطر مما فعلته العصابة التي تلاحَق الآن من طرف العدالة!3 - ما يحدث اليوم في الجزائر من وقائع بالغة الأهمية والخطورة يدفعنا إلى القول بأن مظاهر الدولة لم تعد موجودة، ولذلك فلا ينبغي أن نخاف من عملية الذهاب إلى بناء كل شيء من جديد، فالوضع لم يعد قابلا للترميم، والترميم على ما هو متداع من مؤسسات هو تأجيل آخر للانهيار الذي قد يحدث ولا نتحكم فيه، مثلما نحن الآن لا نتحكم فيما يحدث في الشارع وفي مؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمية.. أنا خائف وتعبان ومرتاح وسعيد وحزين بسبب ما يحدث!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات