+ -

الآن زهق الباطل وتماهت المعارضة المدجنة مع أطروحات بقايا السلطة، ودعت إلى “ندبة” وطنية تبارك الإجماع الذي تدعو إليه السلطة حول شخص تباركه أو تعينه المؤسسة العسكرية، ويرشح باسم الجيش والمعارضة المدجنة ليزكيه الشعب في انتخابات لا محالة تكون مزورة سلفا! ويتكرر بذلك سيناريو 1999 وما جاء بعده من مآس!ألم يلتف هؤلاء حول مرشح الجيش في 1999.. وقدموه على أنه المنقذ للبلاد مما هي فيه... والنتيجة بعد 20 سنة من الحكم تعرفونها!1 - المعارضة التي كانت تمارس المعارضة للسلطة خلال 20 سنة الماضية وهي تتواجد في البرلمان وفي الحكومات المتعاقبة أحيانا وتأخذ المنافع ويسكن قادتها في محمية قصر الأمم ويسير قادتها “بالجيروفار” في شوارع العاصمة وتقوم الشرطة بحماية قادتها من الشعب... هذه المعارضة تتحرك اليوم لإنقاذ ما تبقى من السلطة حفاظا على منافعها ومصالحها التي قد يذهب بها الحراك إذا أصر على الذهاب إلى تغيير النظام... لهذا تحاول هذه المعارضة إنقاذ النظام، وهي في الحقيقة تقوم بعملية مشبوهة لإنقاذ نفسها والبحث عن موقع جديد لها في الخارطة السياسية القادمة، فلا غرابة إذن أن تلتقي مصالح هذه المعارضة مع مصالح بقايا السلطة... ولكم أن تتصوروا نوعية المؤسسات التي ستكوّنها تحالفات بقايا السلطة مع بقايا المعارضة في صفقة سياسية تشبه صفقة القرن في الخليج العربي من خلال بؤس محتواها.2 - هل يعقل أن تقول معارضة جادة وجدية بعد هذا الحراك الواعد أن المرحلة الانتقالية السيدة التي يقودها الشعب الثائر هي الخطر بعينه على مستقبل البلاد؟!نعم هي فعلا بمثابة الخطر على بقايا النظام وذراعه السياسي الفاسد في المعارضة المدجنة البائسة.3 - المصيبة أن قادة هذه المعارضة مثلهم مثل الذين استلموا الحكم من العصابة الراحلة لا يستطيعون النزول إلى الشارع لقيادة الحراك، ولكنهم يقدمون أنفسهم كممثلين شرعيين للحراك للتحاور باسمه؟! أي احتيال ونصب سياسي هذا الذي يحدث؟! لو كانت العدالة حرة لقامت بوضع هؤلاء في السجن مع بقايا العصابة بتهمة الاحتيال السياسي والنصب على الشعب!4 - ولكم أن تتصوروا حكومة جديدة تخلف حكومة بدوي وتقود مرحلة تتم فيها انتخابات بمثل هؤلاء.. الشعب الجزائري يطالب بتغيير السيستام لأنه لا يمثل الشعب، ولكي يحدث هذا لابد من حل مسألة الشرعية المعلقة منذ 1962، ولا وجود لشرعية حقيقية خارج دستور جديد ينبثق عن انتخابات تأسيسية حقيقية، وتخويف الشعب بهذا الأمر لا يختلف عن تخويفه بالعشرية السوداء إذا هو خرج إلى شارع في مظاهرات.. إنه البؤس السياسي.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات