+ -

بعد أن شوهت السلطة الفعلية ما تبقى من رجال الواجهة المدنية السياسية للسلطة، هاهي تخطو خطوة أخرى نحو تشويه ما تبقى من المعارضة “المبولسة” التي أوجدتها السلطة لإفساد الحياة السياسية في البلاد، وكما أن الحراك تفطن إلى ألاعيب أصحاب القرار بالواجهة السياسية المدنية، أصبح الشعب “يجر” هذه الواجهة جرا نحو ما يريده الشعب برفضه كل مساعيها لتقديم خدمات للسلطة من أجل تجديد النظام الذي دمرته سياسة السياسة بالكادر، هاهي المعارضة “المبولسة” تصبح هي الأخرى مجرد صدى للسلطة الفعلية مرفوضة شعبيا قبل حتى أن تنطق به هذه المعارضة.من المؤسف حقا أن تصدق السلطة أن المعارضة “المبولسة” التي تعمل بالتنسيق التام أمام أعين الشباب الثائر في الحراك يمكنها أن تقدم شيئا للسلطة من أجل الاحتيال على الحراك وتدجينه من أجل إعادة رسكلة النظام الفاسد لنفسه.هل يصدق هؤلاء أن المعارضة التي أصبحت مقطوعة شعبيا بفعل انغماسها في الفساد السياسي، أن تكون وسيطا مقبولا بين السلطة والحراك الثائر؟! هنا لابد أن نذكر أن تردد المعارضة صفا الحراك في مطالبه ومروة السلطة في منافعها، ولهذا عندما تقوم السلطة بدعوة المعارضة إلى الاجتماع، يعلن عن الاجتماع، ولكن عندما تسمع ضد هذا الاجتماع لدى الحراك تعلن عن عدم التزامها بأي شيء، لا أمام السلطة ولا أمام الحراك؟! وهو الفشل بعينه الذي أصبح يلازم المعارضة “المبولسة” والسلطة المصروعة سياسيا، سواء بسواء.. المضحك حقا أن بن صالح يتحدث عن حوار (جدي) يجرى بين كل الفاعلين السياسيين من دون وجود السلطة، ومن دون وجود السلطة الفعلية، وهي حالة مضحكة تدل على العبث، أن يتم الحوار بين من لا يملك السلطة ولا يملك الحراك، في حين تبقى السلطة والحراك خارج الحوار، فأي جدية هذه.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات