+ -

لجنة الوساطة في الحوار التي نصبها بن صالح في الرئاسة صورة أخرى للعبث بالحوار الجدي والجاد:1 ـ اللجنة تتكون من النفايات السياسية والقانونية التي طرحتها السلطة في سلة المهملات السياسية والقانونية منذ سنوات.. كل الناس يتذكرون أن رموز القانون الدستوري في هذه اللجنة استخدمتهم سلطة بوتفليقة في العهدة الثانية للاعتداء على الدستور وقدموا للسلطة فتوى دستورية حسب الطلب أدت إلى الاعتداء على الدستور بفتح العهدات.. وكانت نتيجة ذلك مكافأة هؤلاء بالعضوية في مجلس الأمة بغير وجه حق ولا شرعية شعبية! حتى رئيس اللجنة كريم يونس لو يعرف الناس ما قاله له بوتفليقة في صالون قصر الأمم عندما طرده من رئاسة البرلمان، لو عرفوا ذلك لعرفوا معنى الحوار الذي سينجزه لهم كريم يونس ورفاقه! فالرجل سمع من بوتفليقة ما لا يمكن لرجل أن يسمعه من رجل ويسكت، ومع ذلك سكت طوال ١٥ سنة كاملة.! وها هو اليوم يقوم بوساطة بين الشعب الثائر وبقايا من أهانه ذات يوم! وتلك هي صفة رجال الحكم الحالي سواء الذين هم في الحكم أو الذين هم نفايات تنتظر العودة إلى الحكم!2 ـ المضحك في الأمر أن اللجنة حصلت من بن صالح على وعد بإطلاق سراح المساجين الذين سجنوا في سياق المظاهرات كنوع من التهدئة.. والغرض هو جمركة هؤلاء من طرف السلطة لدى الشعب على أنهم بإمكانهم إنجاز حوار لصالح الشعب بواسطة السلطة؟! ولم يسأل هؤلاء أنفسهم لماذا سجن هؤلاء ظلما ولماذا تقايضهم السلطة بقبول الحوار مع أمثال هذه النفايات السياسية؟!ـ كان المفروض أن يقول هؤلاء (المرسكلون) للسلطة الواجهة عليكم أن تعاقبوا الذين تسببوا في سجن هؤلاء خارج القانون وتطلقونهم الآن خارج القانون كمقايضة بائسة وبليدة للحرام لقبول التعامل مع نفايات السلطة؟! وتتكرم السلطة بالسماح للشعب بأن يعبر عن نفسه بالمسيرات والأعلام؟!3 ـ والأطرف من هذا كله أن السلطة البائسة وغير الشرعية التي تدير البلاد الآن تقول: إن اللجنة البائسة هذه ستنظم الوساطة في الحوار بين المعارضة.! والحال أن الحراك نفسه تجاوز هذه المعارضة البائسة والسلطة البائسة ولا يريد التحاور معهما.. والأكثر غرابة أن شبه السلطة القائمة في رئاسة الجمهورية تقول إن لا هي ولا المؤسسة العسكرية معنية بالحوار ونتائجه استشارية؟! وهي حالة أسوأ من حالة الحوار الذي قاده بن صالح نفسه وأويحيى بخصوص تغيير الدستور في ٢٠١٢ وما بعده!واضح أن السلطة تريد حكم البلاد من دون إرادة الشعب إذا أصر الشعب على فرض إرادته في الانتخابات الحرة.. فالسلطة تقول للشعب الثائر: إذا لم تقبلوا بأن أحكمكم بانتخابات مزورة أضع فيها من أشاء في الرئاسة سأحكمكم بلا انتخابات وأنتم المسؤولون عن ذلك؟!غريب فعلا لجنة للوساطة في الحوار بين الشعب والسلطة لا دخل لها، فقد تتكرم على الشعب بالكف عن سجن أبنائه خارج القانون وإطلاق سراح من سجنوا ظلما.. هذا هو محتوى حوار النفايات السلطوية مع النفايات السياسية في معارضة الكاشير والبندير! الآن بات على ثورة الشعب أن تطور بسرعة أساليب مواجهتها لهذا الواقع الجديد الذي تفرضه السلطة[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات