+ -

لا أفهم ولن أفهم كيف لم تستطع هذه الشخصيات قيادة الشعب في الشارع للاحتجاج على النظام وما فعله بالبلاد وتستطيع قيادة هذا الشعب بعد أن ثار في حوار بينه وبين السلطة والمعارضة المبولسة؟أغلب هؤلاء الذين تشكلت منهم لجنة الحوار هم نفايات سياسية للنظام طرحها النظام من جسمه ذات يوم وهو يعود إليها اليوم لإعادة رسكلتها من جديد ورسكلة الشعب سياسيا عبرها.!لست أدري كيف يقبل الحراك الحر المتكون من الشباب الثائر في الشوارع أن يمثله هؤلاء لدى السلطة المستهلكة بتلك الصورة القاتمة البائسة التي ظهرت فيها (جماعة) الستة مع رئيس الدولة بن صالح؟! الصورة وحدها تظهر المذلة المتبادلة بين لجنة لا تمثل إلا نفسها وسلطة لا تمثل من السلطة سوى الوجه البائس الذي لا حول ولا قوة له في الأمر.! حتى في تكوين لجنة الرسكلة الحوارية!تصوروا لجنة تتحاور مع رئيس دولة حول مصير البلاد في ضوء غليان الشارع... فيقول لهم الرئيس: لا أستطيع إطلاق سراح المجاهد بورڤعة.!كل الدلائل تشير الآن إلى أن السلطة تتجه إلى قبول المفاوضات مع سجناء الحراك الذين هم الآن في السجون كممثلين شرعيين لثورة الشعب... تماما مثلما رفض الاستعمار قبل 60 سنة المفاوضات الخاصة بالاستقلال.. رفض التفاوض مع السياسيين من أمثال فرحات عباس ومصالي الحاج وجماعة السجناء الخمسة، فوجد نفسه يتفاوض مع كريم بلقاسم وقيادة الأركان في الحدود التونسية؟!سجناء الرأي في ثورة الشعب هم أحق بالتمثيل للحراك من هؤلاء الذين يريدون الوساطة المشبوهة بين الحراك والسلطة بدعم من المعارضة المبولسة وأحزاب الاعتلاف التي أوصلت الحكومات إلى سجن الحراش بهذه الأعداد. وليس من المستبعد أن تتحاور هذه اللجنة حتى مع السراق في سجن الحراش؟أحزاب المعارضة والشخصيات الوطنية التي لم تستطع إخراج الناس إلى الشارع لإسقاط النظام لا يمكنها أن تكون ممثلا مقبولا لثورة الشعب لدى السلطة، وبالتالي فالحوار (فالصو) من الأساس... وحتى الشخصيات التي أيدت الحراك على مضض وتتواجد اليوم في لجنة الحوار هي شخصيات تبحث عن التموقع في الحياة السياسية الجديدة... وإلا كيف تسكت هذه الشخصيات عن المناكر التي حصلت في البلاد... وأوصلت الوضع إلى ما هو عليه الآن، ثم تصحو ضمائرهم الآن؟! لا أصدق؟[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات