+ -

السلطة “تشنطج” الشعب الجزائري عبر لجنة الحوار التي أنشأتها السلطة: “إما أن تقبلوا بحوار بينكم كشعب يفضي إلى الموافقة غير المشروطة على الرئيس الذي سنقترحه عليكم وإلا نحكمكم بلا رئيس وخارج حتى الترتيبات الشكلية للدستور؟!”. و”الأحسن أن تقبلوا بما يعرض عليكم في هذا الحوار كي نطلق أبناءكم المسجونين في المظاهرات والمسيرات المختلفة”.مثل هذا المنطق أسوأ حتى من المنطق الذي كان سائدا قبل رحيل غير المأسوف عليه بوتفليقة.! وهنا لابد أن نلاحظ الطريقة البليدة والمضحكة التي تعالج بها السلطة هذه الأزمة العميقة التي استفحلت بين الشعب وحكامه. ومن مضحكات هذه المعالجة الكوميدوتراجيدية ما يأتي:1 ـ تتذكرون أن الوزير الأول السابق المسجون أويحيى قال: إن الذين يطالبون بتطبيق المادة (102) “هم فارغو شغل” وفارغ الشغل تعرفون على من يطلق هذا الوصف.. فهل الشعب الجزائري الذي كان يطالب بتطبيق المادة (102) هو كله فارغ شغل وأن أويحيی وحكومته هم فقط من نوع “العظم الـڤاسي”.والمصيبة أنه بعد تصريح أويحيى، جاء تصريح قائد الأركان في تمنراست حين قال إن الحل يكمن في تطبيق المادة (102) وأصبح بذلك قائد صالح مع الشعب فارغ الشغل ولم يبق في السلطة عظم قاسي سوى أويحيى.. ولعل هذا هو السبب الرئيسي في سجنه.. وهو اليوم عندما يقاد للمحكمة العليا توضع له “الكلبشات” مثل المجرمين الكبار!فكيف تمكنت أنياب فارغ الشغل (الشعب) من العظم الڤاسي رئيس الحكومة ؟ لا ندري!2 ـ الطريف الآخر في الأمر أن قاضي التحقيق في محكمة عبان رمضان أصدر بيانا قال فيه إن (المدعو) لوح الطيب، وزير العدل السابق ارتكب باسم العدل جرائم يجري التحقيق فيها، ولهذا أمر بمنعه من مغادرة التراب الوطني، وفي نفس الوقت العدالة العسكرية قالت إن البحث جار عن فارين برتبة جنرالات وهم أعضاء عصابة أشرار.. هكذا والله وزراء للعدل يوصفون بالمدعو وجنرالات ويوصفون بأعضاء عصابة أشرار ومدير سوناطراك السابق يوصف أيضا بأنه رئيس عصابة أشرار في هذه الشركة... ومع ذلك تطلب السلطة من الشعب أن يقبل بتغيير هؤلاء الأشرار والإبقاء على النظام الذي أنتجهم وهذا تماشيا مع المصلحة الوطنية العليا. ومن يقف ضد هذا فهو فارغ الشغل؟! أين هم الكتاب ورجال الثقافة والسينما، لماذا لا يخرجون أفلاما عن هذه التراجيدوكوميديا في السياسة الجزائرية.. وينتجون فقط التفاهات من نوع “دقيوس ومقيوس”! وإضاعة الفلوس؟!أليست الأزمة أعمق من حكم بائس وشعب يائس ومثقفين وكتاب هم من الجواري الخنس؟!أتفه ما سمعت مؤخرا أن رئيس لجنة الحوار كريم يونس قد استقال وتراجع عن استقالته نزولا عند رغبة أعضاء لجنته خدمة للمصلحة العليا للبلاد.! وهي طريقة مفضوحة تدل على أن بوتفليقة كان بارعا في تحييد من يستحقون ذلك من المسؤولين المنبطحين والذين يختارهم بعناية لتولي المسؤوليات.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات