الشعب... كالنار...لا يقبل اللعب به.!

+ -

السلطة وضعت نفسها في ورطة لا تحسد عليها... فهي تريد إجراء انتخابات متحكم فيها كما يجب، وهذه الإرادة الغريبة قوبلت بإرادة الشعب في رفض أي انتخابات تجريها السلطة حتى ولو كانت انتخابات غير متحكم فيها:1- السلطة وصلت إلى هذا المأزق في القطيعة الكلية مع الشعب حين تمادت في احتقار إرادته في الانتخابات المزورة للعهدة الرابعة، ثم تمادت في تزوير الانتخابات التشريعية بتلك الطريقة المؤسفة حيث قاطع الشعب تلك الانتخابات بنسبة 85٪.2- تحويل أحزاب الموالاة من أرندي وأفالان ومن جرى مجراهما إلى أدوات للشيتة السياسية والرداءة التنظيمية الحزبية وبؤر للفساد البواح.!ففقدت هذه الأحزاب حتى الثقة في مناضليها وقياداتها فما بالك بتواجدها داخل الشعب.. فأصبحت هذه الأحزاب مرادفة للشيء الملعون شعبيا... خاصة عندما أقدمت السلطة على سجن وزراء وقادة هذه الأحزاب على أنهم مصدر للشرور التي لحقت بالبلاد، وأعطت الانطباع بذلك بأن التغيير لا ينبغي أن يمس أوجه النظام ورجاله بل لابد أن يمس وفي العمق الأدوات السياسية لهذه السلطة وهي الأحزاب.. فأصبح الحديث جهارا نهارا يطالب السلطة الفعلية (الجيش) بحل هذه الأحزاب.. وتحججوا بحكاية العزل السياسي الذي جرى لأحزاب السلطة في تونس وفي مصر وفي بلدان عديدة عرفت التحول الديمقراطي الذي قادته جيوش هذه الدول.3- من هنا فإن السلطة فقدت الأداة السياسية للتزوير وهي الأحزاب، وفقدت الشعب كلية فأصبح يتظاهر في الشارع ليس ضد الواجهة السياسية للحكم فقط بل ضد الحكم نفسه في صورته العميقة والظاهرة على السواء.!حتى الجهاز الوطني للتزوير (DRS) والأسلاك النظامية لم يعد النظام يتحكم فيها ويستخدمها كما يجب في عمليات التزوير... ويظهر عدم هذا التحكم في التغييرات المتتالية لقادة هذه الأجهزة النظامية الحيوية في مسألة التزوير!كما أن النظام أصبح لا يجد من يترشح باسمه جهارا نهارا ليزور له النظام خوفا من أن تطال هذا المترشح لعنة الشارع.. وقد رأينا كيف ألغيت انتخابات (4 جويلية) الماضي لعدم وجود المترشحين؟!فهذه نقلة نوعية في علاقة النظام بالشعب، فلم يعد النظام عاجزا عن التزوير بل أصبح عاجزا عن إيجاد مرشحين.4- لم يبق أمام السلطة الفعلية سوى أن تحكم البلاد من دون انتخابات وخارج الدستور، وهذه أيضا لها مخاطرها إذا طالت المدة واستطالت من دون تبريرات مقبولة ستكون لها انعكاسات خطيرة... ليس على السلطة فقط بل حتى على البلاد ككل. فاللعب بالشعب كما اللعب بالنار!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات