+ -

ما فعله النظام الجزائري بنفسه وبالجزائر لم يفعله أي عدو بعدوه!هل يصدق العالم أن النظام الجزائري فيه كل هذه العصابة من الفسدة والسراق طوال هذه المدة ولم تنهر البلاد؟! عشرات الضباط السامين في الجيش اتهموا بكل شيء بما في ذلك التجارة في الكوكايين!وعشرات الوزراء اتهموا بأنهم يعملون ضد المصلحة الوطنية العليا للبلاد ويبعثرون الأموال العامة بلا سبب؟!وعشرات الولاة هم أيضا عاثوا فسادا في تسيير الشأن العام على المستوى المحلي ومئات المسؤولين في البنوك هم أيضا لا يصدق أحد ما يسمع عما فعلوه بالبنوك؟!فحسب الحملة الأخيرة لملاحقة الفساد والمفسدين في سرايا الحكم تبين أن نسبة الوزراء النزهاء في 20 سنة الأخيرة لا تتعدى 10٪، أما البقية فهم من نوع وزراء في مغارة علي بابا.!المسألة لا تتعلق بفساد هؤلاء فقط، بل المسألة تتعلق أيضا بالمدرسة التي أنتجت هؤلاء.! ماذا كانت تدرس المدرسة العليا للإدارة لهؤلاء؟! هل كانت تدرس لهم قيم الأخلاق والوطنية والنظافة والنزاهة أم كانت تدرس لهم قيم العصابات والسرقات وطرائق تنظيم المافيات؟!ماذا كانت تدرس الجامعات التي تخرج منها أغلب إطارات هذه البلاد؟! هل كانت تدرس لهم قيم التسيير الجيد والحرص على صيانة المال العام في تولي المسؤوليات أم كانت تدرس لهم قيم انهب واهرب؟! كما يحدث الآن؟!إنه لا يكفي لمحاربة الفساد أن نضع الناس في السجن لأنهم سرقوا ونهبوا... ولا يكفي أيضا أن نفكك النظام السياسي والإداري الذي يمنع مثل هؤلاء من اعتلاء المناصب وتولي المسؤوليات... بل لابد أن نعيد النظر أيضا في النظام المعرفي والأخلاقي والقيمي الذي أنتج لنا مثل هذه النماذج البشرية. فالمسألة أعمق من أزمة نظام وسيستام حكم.لاحظوا أن الناس تتدافع إلى الحج وتعمر أيضا المساجد، فلو كان الحج والصوم والمساجد تقوم بدورها في تحريم العبث بالمال العام لما كان حالنا هذا الذي نعيشه.إن شعار الثورة الشعبية الحاصلة الآن “تروحو.. ڤاع” لا يعني المسؤولين فقط أو الأحزاب السياسية أو ضباط الجيش أو السيستام ونظامه.. بل “تروحو .. ڤاع” أصبحت تعني أيضا البرامج والمناهج التي أخرجت لنا هذه الأشكال البشرية.. ومنهم هؤلاء الأساتذة في الجامعة الذين نراهم في البلاطوهات ينظرون لفساد الفساد نفسه[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات