+ -

بدأت متاعب السلطة تتعاظم حتى مع الخارج... فقد واجهت الرئاسة ووزارة الخارجية مؤخرا مصاعب جدية في ضبط قائمة الحركة الدبلوماسية في صفوف السلك الدبلوماسي في السفارات والقنصليات بالخارج، ووصل الأمر إلى اعتماد تغيير فيه أناس لم تقبل بعد الدول التي عينوا فيها اعتمادهم! ما جعل الأمور تتدهور بين الرئاسة والخارجية بسبب المسؤولية عما حدث.! إلى درجة أن وزير الخارجية وجد نفسه في حرج كبير، لأن الرئاسة تدخلت في ضبط القائمة بطريقة خالفت ما هو معمول به في مثل هذه الأمور، وكانت الرئاسة قد سحبت من الخارجية هذه الوظيفة. ما هو معمول به في مسألة تعيين السفراء هو أن الخارجية هي التي تعد القائمة بالتعيينات الجديدة وبتحريك السفراء... والرئاسة لها حق المراقبة والموافقة. وجرت العادة أن تعيين السفراء يخصص ثلثه لدبلوماسيي وزارة الخارجية، ويخصص الثلثان لرئيس الجمهورية، على اعتبار أن السفير في النهاية هو ممثل للدولة في دولة الاعتماد، ولكنه أيضا هو الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية. وبهذه الصفة يكون للرئيس الحق في الرضا عمن يمثله في الخارج.الأعراف المتبعة في تعيين السفراء في كل البلدان أن السفير في الدولة المعنية تحكم تعيينه كسفير اعتبارات عديدة منها: أهمية الدولة التي يعين فيها بالنسبة لبلد السفير، وكلما كانت الدولة مهمة للرئيس أو الدولة كان اختيار تعيين السفير خاضعا لمقاييس الكفاءة والحظوة لدى الرئيس.ويخضع تعيين السفير أيضا إلى اعتبارات تتعلق بإلمامه بالملفات المطروحة بين الدولتين. فمثلا كان للجزائر مشكلة مع البعثة الأممية لحقوق الإنسان في جنيف، لذلك اختارت لهذه المنصب رجلا مثل محمد الصالح دمبري، فلا يمكن أن يعين لهذه المهمة رجل ليس له إلمام بالموضوع!كما أن تعيين السفراء أيضا يخضع إلى ما يسمى بالسفراء الموضوعاتية، كأن يعين سفير ذو باع إعلامي في دولة مثل قطر.. لأنها دولة دبلوماسيتها قائمة على الإعلام! وكأن يعين مثلا في المغرب سفير له علاقة بمسائل الأمن في الحدود والمخدرات والعلم بالصحراء الغربية ومشاكلها!الحركة الأخيرة كسرت كل هذه الحيثيات، ولهذا ظهرت الصعوبات، لأن الحركة ظهرت عليها أعراض الصحبة والجهوية والمنافعية والعائلية على حساب الكفاءة والخبرة والفعالية، وهو ما أدى إلى هذه المشاكل في تمرير القائمة... كما أن الحركة هي نفسها غير سليمة، لأن الأمر يتعلق برئيس مؤقت سيرحل بعد شهور وسيأتي رئيس آخر ولابد أن يقوم بتغيير آخر، والدولة ليست لعبا دبلوماسية تعين لها سفيرا اليوم وتسحبه بعد شهر؟!وإذا كانت بلادنا تعيش أزمة، فلا يجوز أن نصدر ذلك إلى الدول الأخرى.. وعلى أية حال ما يحدث في حكاية الحركة الدبلوماسية للسفراء والقناصلة يعكس الأزمة التي تعيشها البلاد اليوم[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات