+ -

السلطة تفرح عندما يقول حكام الاتحاد الأوروبي إنهم يؤيدون ما تقوم به الحكومة الجزائرية... ولا تعتبر الحكومة الجزائرية أن مثل هذه التصريحات تدخل في الشؤون الداخلية للبلد! هل سمعتهم مرة أن الحكومة الجزائرية قالت رأيها في علاقة حكام الاتحاد الأوروبي بشعوبهم؟! وعندما صرحت نائبة في البرلمان الأوروبي بما صرحت به بخصوص المساس بحقوق الإنسان في الجزائر، ثارت ثائرة حراس معبد الوطنية في الجزائر واعتبروا هذا تدخلا لهذه النائبة في الشأن الداخلي الجزائري؟! ونسي هؤلاء أن بلدهم وقع على اتفاق تعاون مع الاتحاد الأوروبي فيه بند ينص على احترام الجزائر لحقوق الإنسان! ولم تعتبر الحكومة الجزائرية التي وقعت على هذا الاتفاق أن بند حقوق الإنسان يعد تدخلا في الشأن الداخلي للبلاد؟!حتى الطريقة التي عالجت بها الحكومة الجزائرية مسألة النائبة الفرنسية التي ضبطت تتظاهر مع المتظاهرين في الحراك في بجاية تثير الضحك، فالنائبة قدمت كما لو كانت هي القائدة للحراك في هذه الولاية، وبالتالي الحراك في هذه الولاية مسير من الخارج... وعشرات الآلاف الذين شاركوا في هذه المظاهرات هم عملاء للخارج! حتى أن النائبة عندما سمعت ما قالته السلطات الجزائرية عنها لاشك أنها تعجبت من هذا الهزال السياسي في التعامل مع احتجاجات الشعب.فالنائبة المخلوقة قدمت إلى الجزائر بناء على دعوة من عشيقها المهاجر الذي رافقها إلى الجزائر... وهو بدوره وجد نفسه مع شباب الحراك رفقة صديقته ولاشيء غير ذلك؟! ولكن الهزال السياسي حوّل الأمر إلى مؤامرة كبرى على الجزائر؟! ما أتعس البلاد التي تهدد أمنها القومي عشيقة لمواطن بائس سارت معه في شوارع مدينته؟!المصيبة أن رئيس الحزب السياسي الفرنسي الذي تنتمي إليه هذه النائبة قال إنه اتصل بسفير الجزائر في باريس لتحذيره من مغبة التعرض لهذه النائبة بسوء! وقال إنه اتصل بالسفير في باريس لأنه لم يجد من يتحدث معه في حكومة الجزائر؟!هذا الكلام هو مخ “الهدرة” في المساس بالأمن واستقلال الجزائر، وليس سير النائبة مع صديقها في شوارع بجاية؟! ما يمس الأمن القومي فعلا ليس النائبة العاشقة بل هؤلاء الذين نهبوا مقدرات البلاد وهاجروا مع عائلاتهم إلى باريس.. هذا هو الخطر؟!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات