+ -

 إذا كانت الجموع التي خرجت في مظاهرات ومسيرات الجمعة الماضية ليست باديسية نوفمبرية كما يقولون، وأن دعاة الانتخابات المشبوهة هم الباديسيون النوفمبريون، فإن السؤال الذي يطرح: كيف لهذا النظام الذي حكم باسم الباديسية النوفمبرية 60 سنة، قد حوّل هذا التيار إلى أقلية؟!هل فعلا الباديسية النوفمبرية تحولت إلى أقلية سياسية في البلاد بفعل الممارسات الخاطئة للنظام عبر عشرات السنين من الحكم الفاشل!وإذا كانت حقا هذه الجموع التي خرجت يوم الجمعة الماضي هي جموع موالية لفرنسا، فالمنطق يقول إذن إن فرنسا حققت بسلطة الاستقلال في الجزائر خلال 60 سنة ما لم تحققه بسلطة الاحتلال مدة 132 سنة؟!ولعل هذا ما يفسر لنا هذا العدد الهائل من الشباب الذي يرمي بنفسه في البحر هروبا من حكم ”الباديسيين النوفمبريين” المزيفين؟! هاربين من الاستقلال إلى الاستعمار القديم؟! لا أعتقد أن هؤلاء المترشحين الخمسة للرئاسيات يمثلون فعلا الباديسية النوفمبرية للأسباب التالية:1 - إن هؤلاء هم في النهاية أبناء حزب واحد هو جبهة التحرير التي أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه، ووصلت هي أيضا إلى ما وصلت إليه؟! فلا يوجد فرق جوهري بين هؤلاء في السياسة، فكلهم كانوا على علاقة بالأفالان بطريقة أو بأخرى، فضلا عن أنهم كانوا مسؤولين باسم هذا الحزب أو تحت قيادة حكومته؟!2 - ترشيح هؤلاء الخمسة يدل على أن صاحب الحق في تعيين الرئيس أعطى لنفسه مرة أخرى الحق في اقتراح 5 أسماء لتيار واحد، وأعطى للشعب الحق في أن يختار منهم من يشاء! هل من الصدفة أن يكون هؤلاء من تيار سياسي واحد؟! لهذا الأفالان لم يقدم مرشحا... لأنه يحوز وحده على 5 مرشحين!3 - من طرائف المترشحين الخمسة أن أغلبهم ظهر ”مكستما” ببدلة زرقاء في أول ندوة كدلالة على أنهم يسايرون الموضة في اللباس... ولكنهم لا يسايرون حركة الشباب في الشوارع؟! وأغرب من ذلك أن هؤلاء الخمسة كلهم يبتدئ اسمهم ”بالعين”، لأن خير أسماء المرشحين ما عُبّد!4 - فعلا فإن قائمة المرشحين للرئاسيات كشفت عن نقلة نوعية في نقل السلطة من جيل الثورة إلى جيل الاستقلال، فلأول مرة لا يكون بين المترشحين (مجاهد).. ولكن هل فعلا هؤلاء يمثلون خيرة جيل الاستقلال؟! نترك للقارئ الإجابة عن هذا السؤال الخطير! فقط أقول إن هؤلاء فيهم صفات السلطة القائمة من حيث الميوعة السياسية والانقيادية والقابلية لأن يحكم بهم، والقابلية للتشكل مع الوضع الذي يوضعون فيه! وتلك خاصيات يجب أن تتوفر في كل من يريد أن يكون أداة في تجديد النظام نفسه؟!5 - أطرف ما سمعت على لسان رئيس السلطة الوطنية المستقلة قوله إن هناك بعض الاستمارات رفضت، لأن أصحابها سنهم أقل من 18 سنة! في حين أن القانون يقول إن الموقّع يجب أن يكون حاصلا على بطاقة الناخب، أي بلغ 18 سنة كاملة كي تسلم له البطاقة.. فهل هناك من وقّع ليس لديه بطاقة ناخب.. اللامسؤولية بادية في كل شيء؟!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات