الرئاسيات ومعركة تجديد القديم بالقديم؟!

+ -

❊ بات واضحا للجميع أن المترشحين الخمسة يتنافسون بشراسة على من يكسب ود السلطة الفعلية لتدعمه ضد خصومه وتمكنه من الفوز بالرئاسيات القادمة بلا انتخابات فعلية! ومن هنا فإن تنافس هؤلاء ليس من أجل كسب ود الشعب وبالتالي الفوز بالأصوات... بل التنافس بين هؤلاء المترشحين يتمركز أساسا حول من يقدم ضمانات أكبر لآلة صناعة الرئاسة، ولهذا يتنافس هؤلاء حول الموقف من تجديد النظام لنفسه والموقف من إعادة بناء النظام المنهار، وفق مواصفات بعيدة عن مطالب ثورة الشعب! لهذا يسهر هؤلاء المترشحون على أن تكون برامجهم ومواقفهم متطابقة تماما مع مواقف السلطة الفعلية من مسألة إعادة النظر في الدستور وإعادة النظر في النظام التأسيسي وفي مسألة ملاحقة بقايا العصابة... ومن مسألة التعامل مع ثورة الشعب في معركة تجديد القديم بالقديم!نحن في الجزائر البلد الوحيد في العالم الذي ترشح فيه السلطة بيادقها وأرانبها للرئاسيات ثم تقوم بحشد الشعب لينتخب هؤلاء.. والسلطة هي التي تسخر إمكانيات الدولة لجمع الشعب في مهرجانات للمترشحين، فضلا عن إقناعهم بوسائل الإعلام العامة والخاصة بضرورة التصويت لهؤلاء، وتقديم ذلك على أنه مهمة وطنية بالغة الأهمية ينبغي إنجازها حتى ولو تمت من دون الشعب؟لهذا يلاحظ الملاحظون أن المترشحين لا يعيشون قلقا سياسيا انتخابيا، كون الشعب لا يصوّت على برامجهم... بل يعيشون القلق والتوتر كون الشعب لا يذهب إلى الانتخابات أصلا.. لهذا فإن المطروح الآن أمام هؤلاء ليس الانتخاب لصالح هذا البرنامج أو ذاك، بل المطروح هو ذهاب الشعب للانتخابات! وهنا تتلاقى مصاعب السلطة مع مصاعب المترشحين في مواجهة رفض الشعب؟!الملاحظ أن المستوى السياسي للمترشحين للرئاسيات لا يختلف عن المستوى السياسي لرجال السلطة الآن في فهم الواقع السياسي الذي أفرزته ثورة الشعب السلمية، فكل من المترشحين والسلطة يرون أن الانتخابات هي الحل، في حين يرى الشعب في الشوارع بالملايين أن هذه الانتخابات هي المشكلة.. والمترشح الذي لا يستطيع إقناع الناس بالذهاب إلى صناديق الاقتراع، كيف سيقنعهم بأن يدعموا برنامجه لإخراج البلاد من الحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية البائسة التي هي فيها الآن؟!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات