+ -

إذا كانت بداية الحملة الانتخابية باهتة إلى هذا الحد، فكيف تكون مجرياتها في قادم الأيام، عندما ينظم المعارضون للانتخابات أنفسهم أكثر ويواجهون الأمر؟!1 - بداية الحملة كانت رهينة للماضي، سواء على مستوى الرجال الذين نشطوا الحملة أو على مستوى البرامج التي طرحت في اليوم الأول للحملة... أو حتى على مستوى الطقوس السياسية التي مارسها المترشحون عند البداية. فليس من الصدفة أن يقتدي اثنان من المترشحين ببدء الحملة من أدرار كما فعل بوتفليقة سنة 1999... فالتبرك بالزاوية هناك الذي مارسه بوتفليقة مارسه أيضا ميهوبي وبلعيد، وهما المرشحان اللذان يمثلان امتداد التحالف الرئاسي التقليدي.. الأرندي والأفالان، على اعتبار أن بلعيد أيضا حزبه امتداد للأفالان، مثلما هو حزب الأرندي الذي تشكل من ”الديشي” السياسي للأفالان.2 - الملاحظ أيضا أن هؤلاء مازالوا يتعاملون مع منطقة الصحراء على أنها منطقة احتياطي انتخابي للسلطة ورجالها عبر الأفالان والأرندي. ولكن الحقيقة خلاف ذلك تماما، فلم تعد الصحراء معقلا انتخابيا غير مسيّس للسلطة تستغله كيف ما تشاء، فالاتصالات الحديثة فتحت أعين سكان هذه المنطقة على الحقائق العالمية وليس الوطنية فقط، وشبابها لم يعد أميا في السياسة كما كان قبل ربع أو نصف قرن. لهذا فإن اعتبار المرشحين منطقة الصحراء منطقة يمكن أن تسيّر بالشعوذة السياسية عبر ”الزوي”، هو تصور خاطئ. وستظهر نتائجه في الانتخابات القادمة.3 - الملاحظ أيضا أن كل المترشحين تجنبوا الذهاب إلى منطقة القبائل، ربما لأن مستوى الرفض للانتخابات في هذه المنطقة عال جدا... وكان من الواجب أن يبدأ هؤلاء نشاطهم من هذه المنطقة، لأن إقناع سكانها بالانتخابات هو المعضلة الوطنية الحالية في البلاد، والقفز على هذه الحقيقة ستكون تبعاته كبيرة على الوحدة الوطنية، وعدم أخذ السلطة والمرشحين هذا الأمر بجدية يجعل الانتخابات لا معنى لها... خاصة وأن هذه الانتخابات تجري لأول مرة بغياب كامل لهذه المنطقة، سواء على مستوى المترشحين أو على مستوى محتويات برامج المترشحين، وهي حالة خطر تجعل تأجيل الانتخابات أفضل من إجرائها في هذه الظروف.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات