+ -

في النهاية، أصبح بوتفليقة رئيسا غبيا وأبله، كونه كان يعين رجالات حكمه من المناوئين له! تبون قال إنه من الظلم له أن يحسب على نظام بوتفليقة! وقبله بن فليس، الذي كان مدير حملة الرئيس الانتخابية الأولى ثم رئيس حكومته ورئيس ديوان رئاسته، هو الآخر يرفض أن يحسب على بوتفليقة! والذين أبعدوا بوتفليقة من الحكم يرفضون التسليم بأن الثورة الشعبية هي التي أبعدته، ويقولون إنهم هم من أبعد الرئيس من الحكم، لأنهم كانوا في مراكز السلطة الحيوية التي عينهم فيها بوتفليقة نفسه!حتى بن صالح الذي كان يسبح بحمد الرئيس بكرة وأصيلا لأنه رعاه في كل المناصب التي تولاها من مدير المركز الثقافي الجزائري في بيروت في بداية السبعينات، إلى مدير جريدة “الشعب” في أواسط السبعينات، إلى سفير ثم نائب ثم رئيس المجلس الشعبي الوطني إلى رئيس مجلس الأمة لمدة 15 سنة، ثم رئيسا للدولة... كلها مسؤوليات تولاها بن صالح بفضل إرادة بوتفليقة وليس بإرادة الشعب الجزائري أو حتى بكفاءته! واليوم يقوم بعزل الناس من الوظائف العليا في الدولة ويبرر ذلك بأنهم من النظام السابق، أي من العصابة، وهو بالطبع يقدم نفسه على أنه ليس من العصابة؟!خاصية التنكر للحاكم الراحل من طرف رجاله، خاصية جزائرية بحتة... وهي صفة الذين يتولون الحكم مع الحكام دائما... كل الناس يعرفون أن المرحوم بن بلة عندما أبعد من الحكم تنكر له كل الجبناء الذين كانوا في حكمه إلا قلة قليلة من الذين أدخلوا السجون أو هربوا إلى الخارج... وبومدين نفسه تنكر له كل الرجال المقربين منه وأولهم الشادلي وبوتفليقة... ونحن نعرف كيف تصرف الاثنان مع بومدين عندما توليا السلطة؟! وها هو بوتفليقة يتعرض للشيء نفسه من طرف رجاله لمجرد أن أبعد من السلطة؟!يحدث هذا لأن نظام الحكم في الجزائر يتولاه أناس بواسطة التعيين وليس الانتخاب أو الكفاءة، ولذلك يحدث هذا.. وهذا هو السبب الرئيسي في مطالبة الشعب بتغيير النظام وليس رجال النظام كما يحدث الآن، بل طرائق تعيين الرجال بإخضاع ذلك إلى إرادة الشعب، فلو كان رجال النظام يعينون وفق إرادة الشعب بالانتخاب، ما كان لهؤلاء أن يصلوا إلى الحكم[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات