البرلمان الأوروبي... كاشيريست!

+ -

موقف البرلمان الأوروبي يدعم السلطة أكثر مما يدعم الحراك... خاصة في مسألة الصراع بين السلطة والحراك على تجنيد الشعب! تماما مثلما ساعدت سانتيجيديو السلطة في 1995 أكثر مما ساعدت المعارضة في استقطاب الشعب...لكن شعب 1995 ليس هو شعب 2019، لأن الكاشيريست سنة 1995 كانوا أكثر، عكس اليوم، فالشباب الثائر في الشوارع يعرف جيدا حكاية استخدام التدخل الأجنبي في تأليب الرأي العام!ليس من السهل أن تقنع السلطة الرأي العام، وخاصة الشباب، بأن البرلمان الأوروبي ”شرذمة”، كما يقول المترشحون للرئاسيات! وليس من السهل أيضا أن يصف شباب الحراك نواب الشعوب الأوروبية بـ”كاشيريست” عند السلطة الجزائرية! خاصة وأن الصين وروسيا هما اللتان أبانتا عن صفة الكاشيريست” من خلال الموقف من الأحداث التي تجري في الجزائر؟!لكن البرلمان الأوروبي لم ينقذ الحراك من تعسف السلطة في الجزائر ببيانه، بل أنقذ مترشحي السلطة للرئاسيات من خلال تزويدهم بموضوع للحديث في الأسبوع الذي تبقى من الحملة الانتخابية! فالمترشحون جميعهم يزايدون على الشعب الجزائري بالوطنية، كونهم يرفضون ما رحب به الحراكيون بخصوص موقف البرلمان الأوروبي!صحيح أن البرلمان الأوروبي كان عليه أن يساعد الشعب الجزائري بطريقة أخرى تحرج السلطة ولا تحرج الحراك، كأن يوصي الحكومات الأوروبية بملاحقة السرّاق الجزائريين الفارين بالأموال إلى أوروبا بتجميد أموالهم، لأن هذا لا يخدم السلطة الحالية، كونها هي أيضا تفكر في الفرار إلى هناك إذا ما تأزمت الأوضاع، حتى لا يكون مصيرها نفس مصير من يحاكمون اليوم في محكمة عبان رمضان! وهي محاكمة لا تقل أهمية في تجنيد الرأي العام مع السلطة حول لائحة البرلمان الأوروبي!كل الدلائل تشير إلى أن انتخابات 12 ديسمبر القادم ستكون مثل الانتخابات الرئاسية لعام 1995 من حيث المحتوى والغاية من تنظيمها، مع فارق بسيط هو أن هذه الانتخابات غير وطنية مثل انتخابات 1995 حتى ولو أنها ليست مثلها في التزوير[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات