+ -

واضح أن الرئاسة في عهد تبون في بداياتها تعاني بشكل مخيف... فلا يوجد حتى الآن في رئاسة الجمهورية من باستطاعته أن يقول للرئيس الجديد هذا القرار غير صحيح ولا ينبغي أن يتخذ، أو يقول له هذا القول غير صحيح ولا ينبغي أن يقال لأنه يضر بسمعة الرئيس وبسمعة البلد.والخوف من الرئيس لم يعد خوفا بل أصبح رعبا.. وهذا التصرف موروث من عهد بوتفليقة الذي يفهم في كل شيء ولا يسمح لأي مستشار أو ناصح أو يقول له هذا ”غلط” وهذا صواب!الرئيس تبون قال في خطاب التنصيب لسامعيه وللشعب الجزائري: ”إذا أخطأت فقوّموني”! ولكن هزال المحيطين به أو رعبهم منه جعلهم لا يسدون له النصيحة المطلوبة، ربما لأنهم يفتقرون لها وربما ينافقونه لخوفهم مثلما تعودوا عليه خلال 20 سنة!فمثلا ما كان للرئيس أن يقول إنه سيعدل الدستور وقانون الانتخابات ويدرج فيه إجراءات تمكن الشباب من الترشح للرئاسيات، وتقوم الدولة بتمويل حملتهم الانتخابية الرئاسية! وبمعنى آخر أن الرئيس يريد دسترة ”أونساج” الاقتصادية وتوسيعها إلى المجال السياسي!وتصوروا معي ”أونساج” سياسي يسمح بتكوين شركات شبابية موصلة للرئاسة بقروض وتمويلات من الدولة! ستجد ملايين الجزائريين من الشباب يترشحون إلى الرئاسيات من أجل الحصول على المساعدات المالية من الدولة! وربما يستخدمونها في تمويل قوارب الحرڤة للخارج، وليس تمويل الحملات للوصول إلى الرئاسة، تماما مثلما فعل الشباب ”بلونساج” الاقتصادي!هذا الإجراء الدستوري المنتظر يشبه الإجراء الدستوري الذي أقنعت به لويزة حنون الرئيس بوتفليقة، حين دستر منع التجوال السياسي بين الأحزاب، أي سحب حق المواطن السياسي في الحرية بأن ينتقل من حزب إلى آخر، وهو حق مقدس في كل النظم السياسية والدساتير في العالم! وأخضع بوتفليقة هذا الحق لإرادة لويزة حنون في السيطرة على نواب حزبها في البرلمان؟!حرية الترشح للرئاسيات، كما هي الآن في قانون الانتخابات والدستور، جعلت من هب ودب يأخذ أوراق الاستمارات من طرف أي كان ويذهب ليبيع فيها الكاوكاو.. فما بالك بأن تقرر الدولة دستورا يسمح لأي كان بالترشح وتمول له الحملة؟!هل الترشح للرئاسيات من طرف الشباب هو أولوية سياسية للرئيس تأتي قبل أولوية التشغيل والسكن والتكوين بالنسبة للشباب؟! لا أعتقد أن ترقية الشباب وتمكينه من حقه الكريم في الحياة يأتي عن طريق حل مشاكله المالية للترشح للرئاسيات... لكن من يقول للرئيس هذا الكلام؟!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات