+ -

نقلت وسائل الإعلام الوطنية خبرين غاية في التراجيديا الاجتماعية الصحية المبكية إلى حد الضحك!يقول الخبر الأول إن مستشفى عموميا بولاية سكيكدة دشن قبل قرابة قرن من الزمن، قد توقف نهائيا عن إجراء الجراحة لغياب أطباء التخدير!ويقول الخبر الثاني إن أقدم مستشفى في الوطن (مستشفى باشا بالعاصمة) أصبح هو الآخر لا يستقبل النساء الحوامل لعدم وجود الأسرّة الكافية للولادة، وأقدم المستشفى على هذا القرار ليحمي الأطباء من المسؤولية القانونية في حالة قبول الحوامل وعدم التكفل بهن وفق متطلبات مهنة الطب!هذه التصرفات تطرح عدة أسئلة:1 - أين الأموال التي رصدت منذ 20 سنة لما يسمى برامج إصلاح المستشفيات؟ وإذا كان إصلاح المستشفيات قد وصل إلى هذا النوع من الأداء الصحي، فلماذا لا تقوم الحكومة بإلغاء وزارة الصحة كلية.. مادامت مستشفيات الوزارة تلغي استقبال المرضى؟!أليس من الأنسب أن تحوّل هذه المستشفيات إلى نشاط آخر مفيد مادامت لا تقوم بعلاج الناس؟!2 - لماذا تصدر مثل هذه الأخبار الغريبة في قطاع الصحة.. تصدر فقط عن مستشفيات عريقة شيدت في القرن الماضي أو حتى في القرن ما قبل الماضي؟!هل هذا له علاقة بتكلس بيروقراطي لإدارات هذه المستشفيات.. أم ماذا؟!3 - فإذا كان الأطباء في هذه المستشفيات غير موجودين، والأسرّة للمرضى غير متوفرة.. فلماذا نسمي هذه المرافق أصلا مستشفيات؟بلد فيه حكومة من 40 وزيرا.. وفيه وزيران للصحة، لا تتوفر أعرق مستشفياته على أطباء التخدير وأسرّة لولادة النساء؟!4 - إذا كان هذا يحدث في قلب عاصمة البلاد وفي أقدم مستشفى في شمال إفريقيا وفي أعرق مدينة ساحلية (سكيكدة) التي كانت تلقب في الستينات (بباريس الصغيرة).. فكيف يكون الحال في مصحات ومستشفيات الصحراء والهضاب العليا والجبال؟! أليس هذا مدعاة فعلا لتدبر الشعار الذي يرفعه الحراك في ثورة الشعب: ”الجزائر تحتاج إلى استقلال”؟!لقد تعبت من الحديث عن السياسة، لكن الحديث عن مثل هذه الأمور الاجتماعية والصحية يتعبني أكثر من السياسة! فقد أصبحت حالة البلاد في هذه الجوانب ميؤوسا منها، لأن إصلاح المستشفيات استمر 20 سنة وانتهى إلى هذا الواقع المر!

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات