+ -

يتعجب بعض الناس من انطلاق الموسم السياسي للحوار بطعم المشاورات مع رئاسة الجمهورية.. وهذه خاصية في النظام الجزائري الذي يلجأ دائما للمسؤولين السابقين لاستشارتهم.. وهذه بعض العناصر لمحاولة فهم ما يقع:- الرئيس يبحث مع ضيوفه عن توسيع إشعاعه الإعلامي.- المشاورون هم أيضا يبحثون عن معلومات يقينية تخص ملامح المرحلة القادمة بعد التغيير الذي طرأ على المؤسسة العسكرية.. ويريد هؤلاء الزائرون لرئيس الجمهورية أن يعرفوا بالتدقيق إلى أي مدى يمكن أن يذهب الرئيس في مجال الاستجابة لمطالب الشعب المعبّر عنها في الحراك!- الرغبة إذن مزدوجة.. الرئيس يريد توسيع شرعيته في الحكم ودعم مشروعه ومشروعيته، وزائروه يريدون معرفة حجم سلطته، لتبنى على هذه خريطة المواقف النهائية من الحكم ومن الدستور ومن الانتخابات، وحتى من الحراك.- أحسن من عبّر عن هذا الأمر هو سفيان جيلالي، حيث استطاع بالفعل أن بنجز ضجة إعلامية لصالحه ولصالح الرئيس، لم تستطع إنجازها كل الأرمادة الإعلامية التي سخرتها السلطة لخدمة هذه المسألة!- صحيح أنه لا يمكن أن يزايد مزايد على سفيان جيلالي في مسألة الدعوة إلى مساعدة النظام على التحول السلس للسلطة.. فالرجل خرج مع ”مواطنة” إلى الشارع قبل سنة من انهيار العهدة الخامسة، وحل حركة ”مواطنة” التي كانت السبب في انطلاق الحراك، لأن بعض عناصرها ذهبوا إلى الانتخابات مع اللواء غديري، لكن الصحيح أيضا أن سفيان قد يكون قرأ قراءة جديدة للوضع بعد الرئاسيات الماضية، ولا نعرف ما إذا كانت هذه القراءة صحيحة أو خاطئة، لكن نعرف أنه قال جملة مفصلية في هذا الأمر، وهي أنه لا يهمه ما يقال عنه، وهو مستعد وجاهز لخدمة بلاده!- واضح أيضا أن الرئيس تبون والمعارضة والشخصيات الوطنية يتحاورون على شيء ليس ملكهم، بل هو ملك للشعب! والبرلمان والأحزاب أصبحت مؤسسات سياسية لا تمثل شيئا في الواقع العملي.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات