+ -

مفارقات عجيبة تحدث في الجزائر... الحراك ينظم المسيرات السلمية... ولكن أجهزة الأمن والعدالة تمارس الاعتقال ومحاكمة المتظاهرين!كل الناس يلاحظون أن الشعب أصبح يجنح بقوة إلى السلم في ممارسة السياسة... ولكن أجهزة الدولة المكلفة بحفظ الأمن العام أصبحت تمارس العنف السياسي باسم المحافظة على النظام العام... تمارس ذلك وهي تقدم ما تقوم به على أنه ممارسة في إطار القانون وبعيد عن الممارسة السياسية! والحقيقة أن السلطات تمارس السياسة في التعامل مع المحتجين خارج الأطر السياسية، وتوظف الأمن والعدالة في علاج مسائل سياسية في الشارع لا علاقة لها بمهمة أجهزة الأمن والعدالة في حفظ النظام العام!واضح أن السلطة بممارساتها غير السياسية مع الأحزاب السياسية بمختلف أنواعها واتجاهاتها قد دمرت وجود هذه الأحزاب في الساحة السياسية، وأصبحت السلطة تستعيض عن الممارسة السياسية بالأحزاب بالممارسة بأجهزة الأمن!العالم كله يتابع عبر وسائل التواصل الاجتماعي ما يحدث كل جمعة في شوارع مدن الجزائر بين المحتجين والشرطة وخاصة في مدينة الجزائر! وأعتقد أن السلطة ليست في حاجة إلى تلك المظاهر المؤسفة في التعامل الأمني مع حراك سلمي ومنظم!ليس من المنطقي ولا المعقول أن يعتقل عشرات الشباب كل يوم جمعة ويقدمون للعدالة على أنهم مسوا بالنظام العام في المظاهرات، وفي نفس الوقت تقول السلطة إنها ملتزمة بتطبيق كل مطالب الشباب في الحراك!مظاهر معالجة مطالب الحراك السياسية بالشرطة والعدالة لا تبشر بالخير، وكل يوم تزداد الهوة بين الشارع والسلطة بفعل معدي السياسة الخاطئة في التعامل مع الوضع الجديد الذي أفرزته ثورة الشعب في 22 فيفري.. الآن كل الناس يلاحظون أن وضع الحراك قد ازداد تجذرا في المطالب، وهذا معناه أن ما طبقته السلطة من أساليب لمعالجة الحراك قد باء بالفشل بعد عام من تطبيق هذه السياسة[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات