+ -

لاشك في أن محاكمة عصابة الأربعة في المحكمة العسكرية هي قنبلة تركها المرحوم ڤايد صالح في حجر الرئيس تبون! فالمتهمون كلهم مدنيون ويحاكمون في محكمة عسكرية.. حتى ولو كان بعضهم عسكريين سابقين!1 - أول صعوبة في هذه المحاكمة هي الأحكام التي صدرت ضد هؤلاء (15 سنة سجنا نافذا) فتأييد الحكم السابق من طرف محكمة الاستئناف العسكرية مشكلة، وإلغاء الحكم أو التخفيف منه مشكلة أخرى!الرأي العام لا يقبل أي تخفيف للحكم، وقد يعتبر ذلك تراجعا في هذه القضية ويجعل المحاكمة سياسية وتصفية حسابات بين الزمر السياسية بامتياز... وتأكيد الحكم هو الآخر يجعل العدالة العسكرية مجرد أداة سياسية لتصفية الحسابات بين هذه الزمر... وخاصة أن المحامين يقولون إن الملف في هذه القضية شبه فارغ من الاتهامات وأن الاتهام غير مؤسس... ولهذا فإن هذه القضية هي قنبلة وضع النظام فتيلها ووضعها في حجر الرئيس الجديد! وكيفما كان الحكم في هذه القضية، فإن آثارها ستكون كارثية بالنسبة للرأي العام!2 - محاكمة عصابة الأربعة تشبه إلى حد بعيد محاكمة عصابة الأربعة في بكين، غداة وفاة الرئيس الصيني ماو تسي تونغ، واستعمال ورثته في الحكم للعدالة كوسيلة في تصفية الحسابات بينهم!هؤلاء بالفعل يستحقون تلك الأحكام التي صدرت ضدهم ولكن في قضايا جرائم أخرى ارتكبوها بالفعل... خاصة في مسألة التعسف في استخدام السلطة ونهب المال العام جهارا نهارا وخوصصة أجهزة الدولة لصالحهم ولصالح مصالح أصحابهم! لكن أن يسجنوا ويعاقبوا بمحكمة عسكرية ليست مختصة في محاكمة هؤلاء، هو في النهاية لعب سياسي الهدف منه إعطاء الانطباع بأن الزمر السياسية تلعب لعبة بلا قواعد لعبة، وتزيد بذلك في تدمير ما تبقى من سمعة الدولة!3 - الرأي العام يتساءل بجدية: كيف يمس إنسان مدني بسلطة قائد تشكيلة عسكرية ويسجن هذا المدني من طرف المحكمة العسكرية بسبب هذا التصرف؟ اللهم إلا إذا كان هذا المدني له صلاحيات سلطوية على العسكري الذي مست سلطته من طرف المدني؟!والرأي العام يتابع أيضا بشيء من الغرابة وقائع معالجة هذه المسألة، خاصة في مسألة سرعة المحاكمة وسرعة برمجة الاستئناف، وهذا معناه أن هناك أشياء قد تحدث في المحاكمة الاستثنائية، وقد يكون حدوثها كارثة أخرى تخص سمعة السلطة وسمعة العدالة في هذه البلاد[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات