+ -

ما أتعس الصحفي الذي يسجن بسبب سرقة أو ابتزاز أو سوء استخدام لمهنته! إنه في هذه الحالة يشبه الإمام الذي يضبط متلبسا بجريمة أخلاقية في محرابه؟!يجب أن نقول الحقيقة المرة وهي أن مهنة الصحافة تمزقها الظواهر المرتبطة بالفساد.. خاصة في مجال التضليل والابتزاز!- التضليل الإعلامي سلوك شائن في الصحافة تمارسه السلطة مع الصحافة الجزائرية وحتى الأجنبية على نطاق واسع.فكل مصائب البلبلة في الرأي العام سببها الصحافة المضللة، والتضليل يتم عمدا من طرف السلطة، أي من طرف جهة عمومية، سواء كانت أمنية أو حكومية.. وضحايا هذا التصرف هي وسائل الإعلام العامة والخاصة.. والمطلوب هو اقتلاع هذه الظاهرة من أساسها بتجريم التضليل الإعلامي من طرف أي كان.. ومضاعفة عقوبة هذا التجريم إذا كان التضليل صادرا عن هيئة عمومية. هذا هو الحل الجذري لما نحن فيه، ويظهر هذا التضليل بصورة شنيعة في مؤسسات القطاع العام.- إضافة إلى مصيبة التضليل الإعلامي من طرف السلطة العمومية، هناك أيضا ظاهرة ”الشنطجة”، أي الابتزاز لوسائل الإعلام والعاملين فيها.. مقابل منافع مادية. وتستخدم أيضا السلطة العمومية حكاية احتكار الطباعة.. أما الوسائل العامة، فتستخدم السلطة العمومية قضية تعيين المسؤولين.- سجن رئيس مجمع ”النهار” وفق هذا المنظور، لا يعني بداية جدية لمحاربة الفساد في هذا القطاع! والذي هو من أكثر القطاعات فسادا، بل ينبغي أن يتجه الأمر إلى فتح ملف الفساد الكبير.. فعندما تقول العدالة إن المعني استغل النفوذ، ينبغي أن يكشف من ساعده على ذلك في السلطة، لأن المعني لا يملك سلطة عمومية يستغلها في نفوذه، بل استُغِل من طرف السلطات العمومية بطريقة غير قانونية، وعلى العدالة أن تكشف هؤلاء.. لأن هؤلاء هم أصل الفساد[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات