+ -

سيدي الكريمألا ترى أنه أصبح من الضروري أن نضيف وصفا جديدا عند وصفنا للأنظمة السياسية الموجودة حول العالم، فإلى جانب الأنظمة الديمقراطية والأنظمة الاستبدادية والأنظمة الإرهابية، يمكن إضافة وصف آخر وهو الأنظمة غير المحترمة.فهذا الوصف القبيح يعبر عن حالة سياسية فريدة تعكس مدى ضعف تلك الأنظمة وعدم قدرتها على التمتع بكامل هيبتها السياسية عند مواجهتها لمشاكلها الداخلية أو الخارجية، ويكشف كذلك عن حالة نفسية تشبه الشك يعيشها كل من مشى إلى جانب تلك الأنظمة، وإن تعمد أن يداريها في بعض الأحيان بالشعبوية الزائفة.وفاقد الشرعية يشبه اليتيم المنبوذ الذي فقد أصله ثم لم يجد من يتولاه، تراه دائما ناقما على المجتمع الذي رفض أن يحتضنه، غير قادر أن يتواصل معه أو أن يؤثر فيه، ولهذا السبب تنظر الأنظمة غير المحترمة إلى جبهتها الداخلية على أنها مصدر صداع أو صراع يجب التخلص منه، ليس عن طريق الحلول المعقولة، ولكن بوسائل الدجل السياسي أو أدوات القمع المعروفة.أما على المستوى الخارجي، فكل جهودها الدبلوماسية موجهة بالأساس، ليس للدفاع عن مصالح شعوبها أو المساهمة في الارتقاء بالسلم والتعاون الدولي، لكن في تبرير أعمالها في الداخل، كل ذلك من أجل كسب القليل من التأييد الدولي ولو على حساب المبادئ التي قام عليها المجتمع، عسى أن تعوض شيئا من الشرعية المفقودة.. وإلا كيف نفسر ظاهرة الترويج لخيانة التطبيع العلني مع إسرائيل، هذه الموضة السياسية التي استهوت الكثير من العرب، أصبحت تمثل الحل الأمثل لكل فاقد للشرعية حتى يبرر وجوده، فبعد أن سقطت كل الشرعيات التي ابتدعها العرب، من شرعية دينية إلى شرعية ثورية إلى شرعية شعبية وأخرى دستورية، تجلت للأنظمة غير المحترمة شرعية جديدة يمكن أن تبرر وجودهم هي شرعية التطبيع.موح مدوني❊ بدون تعليق[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات