+ -

ورد في مسند الإمام أحمد أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “إنَّ لله تعالى عتقاء في كلّ يوم وليلة – يعني في رمضان – وإنَّ لكلّ مسلم في كلّ يوم وليلة دعوة مستجابة”، وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ لله عزّ وجلّ عند كلّ فطر عتقاء” رواه الإمام أحمد.بشّر سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّ مَن صام نهار رمضان وقام ليله إيمانًا ‏واحتسابًا، بغفران ما تقدّم من ذنبه، ومغفرة الذّنوب مدعاة وسبب للعِتق من النّار ودخول الجنّة، وهذا هو الفوز العظيم، قال الله سبحانه وتعالى: {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}، وقال عليه الصّلاة والسّلام: “إذا جاء رمضان، فُتِّحت أبواب الجنَّة، وغلِّقَت أبوابُ النّار، وصفِّدَت الشياطين، ونادى منادٍ: يا باغِي الخير أقبِل، ويا باغي الشر أَقصِر” رواه الخمسة إلاّ أبا داود.وعن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: “إنّ لِرَبِّكُم في أيّام دهركم لنفحات ألاَ فتعرّضُوا لها” متفق عليه من حديث أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما، وشهر رمضان من هذه النّفحات الّتي يجب أن نتعرّض لها فلعلّ أحدنا أن تُصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدًا.وقد دلّنا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على أعمال إذا قُمنا بها كانت سببًا لعتق رقابنا من النَّار، فما بقي منك إلّا العمل، فلا تفتر فإنَّها أعظم جائزة وأفضل غنيمة، منها:الإخلاص، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لَن يوافي عبد يوم القيامة يقول: لا إله إلاّ الله يبتغي بها وجه الله إلاّ حرَّم الله عليه النّار” رواه البخاري.الصّلاة بإدراك تكبيرة الإحرام، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن صلّى لله أربعين يومًا في جماعة يدرك التّكبيرة الأولى كتب له براءتان: براءة من النّار وبراءة من النّفاق” رواه الترمذي.المحافظة على صلاتي الفجر والعصر، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لَن يلج النّار أحد صلَّى قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها، يعني الفجر والعصر” رواه مسلم.المحافظة على أربع ركعات قبل الظهر وبعده، قال صلّى الله عليه وسلّم: “مَن يحافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرَّمه الله على النّار” رواه أبو داود والنسائي والترمذي.البكاء من خشية الله، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لا يلج النّار رجل بكَى من خشية الله حتّى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنّم في منخري مسلم أبدًا” رواه الترمذي والنسائي.مشي الخطوات في سبيل الله، عن يزيد بن أبي مريم رضي الله عنه قال: لحقني عباية بن رفاعة بن رافع رضي الله عنه وأنا أمشي إلى الجمعة فقال أبشر فإن خطاك هذه في سبيل الله سمعت أبا عبس يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النّار” رواه الترمذي وقال حديث حسن.سماحة الأخلاق، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن كان هيِّنًا ليِّنًا قريبًا حرّمه الله على النّار” رواه الحاكم.إحسان تربية البنات أو الأخوات، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ليس أحد من أمّتي يعُول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهنّ إلّا كُنَّ له سِتْرًا من النّار” رواه البيهقي...وينبغي أن يحذو المسلم الأمل فيما عند الله عزّ وجلّ، وإنّ ممّا يحثّ المسلم ويُعلي همّته ويشجّع عزيمته أن يتذكّر أنّ رمضان فرصة للعتق من النّار، فيُجدّد العزم ويُقبِل على طاعة الله سبحانه وتعالى، ويبادر إلى فعل الخيرات، ويسابق إلى اغتنام الأجور المضاعفة في هذا الشّهر الكريم والموسم العظيم. نسأل الله تعالى أن يُعْتِق رقابنا من النّار، آمين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات