إيطاليا: أئمة يقومون بالوعظ الدّيني في السجون

+ -

تمّت، يوم الجمعة الفائت، المصادقة على بروتوكول اتفاق بين وزارة العدل الإيطالية (إدارة السجون) واتحاد الهيئات الإسلامية في إيطاليا، سيسمح للأئمة القيام بدورهم الوعظي والإرشادي والدّعوة داخل السجون ومؤسسات إعادة التأهيل ومواجهة الأفكار المتطرفة.قال نائب رئيس اتحاد الهيئات الإسلامية في إيطاليا ورئيس الجالية الإسلامية في صقلية، الأستاذ عبد الحفيظ خيط، في تصريح لـ”الخبر”، إنّ الاتفاقية هي “في حقيقة الأمر تجديد للاتفاقية المبرمة منذ ثلاث سنوات”، موضّحًا أنّ “الاتفاقية الأولى كانت عبارة عن تجربة أولية استهدفت 8 سجون ومراكز إعادة التأهيل على مستوى التراب الإيطالي”. وأكّد أنّ الاتحاد “قام باقتراح أسماء الأئمة الّذين التمس فيهم الكفاءة الدّعوية”.وأشار إلى أنّه “بعد نجاح هاته التجربة الّتي تهدف بالأساس إلى العمل على ترشيد الخطاب الدّيني، خاصة داخل السجون ومؤسسات إعادة التأهيل والّتي وجد أصحاب الأفكار المتطرفة والمنحرفة ملاذًا لهم في ظلّ غياب الوعي الدّيني”، موضّحًا أنّ “أغلب الدّراسات لظاهرة الإرهاب أثبتت، ممّا لا يدع مجالا للشك، أنّ هاته المراكز كانت سببا في تبنّي الكثير من السجناء الفكر المتطرف بالنّظر للظروف الّتي يعيشها هؤلاء، سواء في المجتمع أو داخل السجون”.وأكّد الأستاذ عبد الحفيظ خيط أنّ الاتفاق الحالي “تمّ تعميمه ليشمل كلّ السجون ومؤسسات إعادة التأهيل، ما سيسمح للأئمة القيام بدورهم الوعظي والإرشادي والدعوة داخل السجون ومواجهة الأفكار المتطرفة”.واعتبر أنّ هذه الخطوة “إيجابية خاصة في علاقة اتحاد الهيئات الإسلامية في إيطاليا مع مؤسسات الدولة”، مشيرًا إلى أنّه “لحدّ السّاعة لا توجد اتفاقية رسمية للاعتراف بحقوق المسلمين الّتي نسعى لتحقيقها منذ عشرات السنوات، وأنّ أوّل طلب تمّ تقديمه كان سنة 1990”.وفي هذا السّياق، أشار نائب رئيس اتحاد الهيئات الإسلامية في إيطاليا ورئيس الجالية الإسلامية في صقلية، إلى أنّه “كانت لنا اتفاقية رسمية بين جمعية الجالية الإسلامية في صقلية ومحكمة الأحداث (القصر) لمتابعة الأطفال المهاجرين القصر على مستوى دائرة اختصاص المحكمة، والّتي تشمل ثلاث محافظات (كتانيا، سيراكوزت وراكوزا) وهناك مشروع لتعميم هذا المشروع على مستوى مقاطعة صقلية”. مؤكّدًا أنّ “النتائج كانت فوق كلّ التوقعات وتجاوب، سواء من الوزارة أو مراكز استقبال المهاجرين القصّر”. وأفاد المتحدث أن هذه الاتفاقية تهدف إلى متابعة الأطفال القصّر، وتنظيم لقاءات الوعظ الإرشاد والاهتمام وتوجيههم واحتضانهم، من خلال المراكز الإسلامية.تجدر الإشارة إلى أنّ إحصائية معهد الدّراسات السياسية الدولية في إيطاليا (ISPI) في أكتوبر 2018، أشارت لـ478 مسجون يحمل أفكارًا متطرفة في السجون الإيطالية، 233 منهم بدرجة كبيرة، 103 درجة متوسطة و142 بدرجة منخفضة.والجدير بالذكر أنّه طُلِب من اتحاد الهيئات الإسلامية في إيطاليا المساعدة في مواجهة التطرف داخل السجون الإيطالية، حيث قدّم برلمانيون اقتراح مرسوم قانون للبرلمان لم تتمّ الموافقة عليه سنة 2017.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات