بالاشتراك روبورتاج: هل ستتحول قسنطينة إلى مدينة للأشباح؟

+ -

يرتكز ماضي وتراث وتاريخ عاصمة الشرق قسنطينة بين المدينة العتيقة ذات البعد العثماني والمدينة القديمة بنسيجها العمراني الكولونيالي، والتي كانت تمثل الصورة الأولى للولاية، قبل التوسعات الحادثة الآن بخلق مدينتين جديدتين هما علي منجلي وماسينيسا، إذ تعاني المدينة العتيقة من إهمال كبير رغم انهيارها وضياع علامات تاريخها المميز، يقابله تحويل ميزانيات كبرى للمدن الجديدة التي أصبحت عبارة عن تجمعات سكنية فوضوية لا غير، وبذلك لم تستطع السلطات المحلية الحفاظ على المدينة القديمة، وانتهجت سياسة تفريغها وتحويلها إلى مدينة أشباح، ولا القدرة على صنع مدن جديدة بمواصفات عصرية، لتبقى عاصمة الشرق التي تضرب في تاريخ يمتد إلى 2500 سنة من الوجود، تتأرجح بين ماضٍ يُحتضر وحاضر مجهول الهوية.

تحمل قسنطينة لقب مدينة العلم والعلماء والجسور المعلقة، مرت عليها 8 حضارات، عاش الإنسان الأول بها في كهوف لا تزال قائمة، وهي كهف الدببة، الأروى، الحمام. أخذت بعدها عدة تسميات، منها قيرطن وسيرتا. هي قديمة في التاريخ وتُعد من أقدم المدن الجزائرية في التاريخ، اكتُشفت فيها حفريات وآثار تعود إلى الفينيقيين والنوميديين والرومان، إلى جانب البيزنطيين والوندال والفاطميين، مرورا بالفتوحات الإسلامية والعهد العثماني الذي كانت آثاره واضحة في المدينة لدرجة كبيرة، حيث كان بها أيامَ حكم الأتراك 75 مسجدا بين كبير وصغير، إلى جانب 16 زاوية و90 مدرسة، و7 معاهد للتخصص الثانوي والعالي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات