بالاشتراك الحلقة الثانية: أول المنفيين الجزائريين إلى كاليدونيا الجديدة

+ -

كتب أحد السيّاح الذين زاروا الجزائر تحت وطأة الإحتلال عام 1844، واصفاً حال البلاد كمايلي: "قد تستشعر أشياءاً غريبةً مرتسمة في عيون تلك الوجوه الصارمة لهؤلاء العرب، إنهم شهود عيان صامتين لإنشاءاتنا، لإنتصاراتنا، لتقدمنا. هناك غموض يلفّه شعور من الإحتقار والألم والسخرية مرتسماً على تلك الجباه. إنها جباه هؤلاء الرابضون على الحجارة، عند المنعطفات في الشوارع ، في الأزقة والزوايا المعزولة ، يبدو لي هؤلاء الرجال وكأنهم يطلقون نواح بكاء على سقوط الجزائر على أيدي الأجانب".

كانت الجزائر العاصمة بالفترة التي وُلد وعاش فيها "براهم بن محمد"، تشهد بداية ترسيخ مبدأ الاستيطان الفعلي وترسيم ضمّ الجزائر لفرنسا، و إن ظل الأمر يراهن على وقع المقاومة الشعبية بعيداً عن دائرة العاصمة المدينة التي أُخضعت بقوة السلاح. وأضحى إحتلالها أمراً واقعاً. منها ما إمتدت نارها ودخانها لسنوات طويلة كثورة الونشريس في 1845 ومقاومة الأمير عبد القادر الجزائري من 1832 إلى 1847، التي عسكرت من خلالها بالغرب الجزائري، ومقاومة أحمد باي من 1837 إلى 1848 بمنطقة قسنطينة، ومقاومة الزواوة من 1837 إلى 1845 بالقبائل الكبرى، وكمثيلاتها من مقاومة الخليفة أحمد بن سالم في الأغواط من 1848 إلى 1849، وثورة "محمد بن عبد الله" المدعو "بومعزة" ، من 1845 إلى 1847 بالشلف والحضنة والتيطري. كما يسع الذكر أيضا مقاومة الزعاطشة من 1848 إلى 1849 بالزعاطشة (بسكرة) وجبال الأوراس الشاهقة، كان فيها "بوزيان بو عمار" من أهم قادتها. و ثورة أولاد سيدي الشيخ بقيادة الشيخ بوعمامة والذي توفي بالمغرب و الذي كان يعدّ القائد الوحيد الذي لم يستسلم قط لفرنسا .

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات