بالاشتراك فرنسية في حريم السلطان: في قبضة البربر (الحلقة الثامنة)

+ -

تابعت السفينة القلعية(1) "سان ييغو" طريقها في البحر المتوسط، مدفوعة برياح عاتية آتية من الخلف، وتحت صاريتيها المربَّعتين الاثنتين وأشرعتها الأمامية الثلاث وشراعها الزاوي الخلفي(2). كانت قد أبحرت في غضون اثني عشر يومًا حول إسبانيا، عابرة خلالها مضيق جبل طارق، وهي الآن تقترب من نقطة نهاية رحلتها، بارتياح أولئك الغرقى المتكدّسين في ظروف معيبة للغاية على هذه السفينة التجارية التي بالكاد تزن حمولتها ثلاثمائة من الأطنان.

عانت إيمي من شعور عميق بالغربة، فقد بدا لها الساحل المغربي على وجه الخصوص موحشاً، حين لمحته على الطريق، بصخوره المهجورة والموج العالي الذي ينكسر إلى الأبد على الأرصفة الصخرية المرجانية. كانت البلاد الغامضة أين يعيش الموريسكيون، لقد خالجها شعوراً وكأنها على الناصية الأخرى من العالم، بعيدة بشكل رهيب عن كل ما تحبه، كان وجود زهراء معها من خفَّف عليها يأسها الشديد.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات