+ -

 روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه، ومَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه” أخرجه البخاري.يتمنّى كلّ مسلم الفوز بليلة القدر، لهذا عليه أن يَحرص على استغلال ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، فإن لم يكن، فعلى الأقل ليلة 21، 23، 25، 27، 29، لأنّ ليلة القدر لن تتعدّى إحدى هذه اللّيالي كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان”.فماذا تفعل في هذه اللّيلة المباركة؟تستعد لها منذ الفجر، فبعد صلاة الفجر تحرص على أذكار الصّباح كلّها، ومن بينها الحرص على قول: “لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير” مئة مرّة، لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “مَن قال لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير في يوم مئة مرّة كان له عدل عشر رقاب، وكتبت له مئة حسنة، ومحيت عنه مئة سيّئة، وكانت له حرزًا من الشّيطان يومه ذلك حتّى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل ممّا جاء به إلاّ أحد عمل أكثر من ذلك” أخرجه البخاري. واحرص على أن تُفطِر صائمًا، إمّا بدعوته أو بإرسال إفطاره، أو بدفع مال لتفطيره، وأنت بهذا العمل تكون حصلت على أجر صيام شهر رمضان مرّتين لو فطّرت كلّ يوم منذ أن يدخل الشّهر إلى آخره صائمًا، لما رواه زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “مَن فطّر صائمًا كتب له مثل أجره لا ينقص من أجره شيء” أخرجه ابن حبّان.  وادعوا عند غروب الشّمس أن يُعينَك ويوفّقك لقيام ليلة القدر. ثمّ جهِّز صدقتك لهذه اللّيلة من ليالي العشر، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “مَن تصدّق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلاّ الطيّب، وإن الله يتقبلها بيمينه، ثمّ يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه (فرسه) حتّى تكون مثل الجبل” أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.  واحرِص عند غروب الشّمس على القيام بالفرائض والسُّنَن، ثمّ بَكِّر بالفطور احتسابًا، ثمّ توضّأ وبادر بالنّافلة بين الأذان والإقامة، ثمّ صلّ المغرب في خشوع واطمئنان، ثمّ اذكُر أذكار الصّلاة، وبعدها صلّ السُّنّة الرّاتبة، ثمّ اذكر أذكار المساء.وفي هذه الأثناء، احرص على أن لا يفتر لسانك من دعاء ليلة القدر وهو “اللّهمّ إنّك عفُوٌ تٌحِبّ العفو فاعف عنّي”، ثمّ بادر بالذّهاب إلى المسجد قبل الأذان، لتُصلّي سنّة دخول المسجد، ولتتهيّأ بانقطاعك عن الدّنيا ومشاغلها علك تخشع في صلاتك، ثمّ إذا أذّن المؤذّن ردّد معه وقل أذكار الأذان ثمّ صلّ النّافلة، واذكر الله حتّى تقام الصّلاة، أو اقرأ في المصحف، وإذا أقيمت الصّلاة صلّ بخشوع، وبعدها عُد إلى بيتك، ولا تنس قبل خروجك من المسجد أن تضع صدقة هذه اللّيلة. واحرص على ترديد دعاء سيّد الاستغفار في هذه اللّيلة: “اللّهمّ أنت ربّي لا إله إلاّ أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرّ ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي فاغفر لي إنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ أنت”. وإذا دخلت بيتك تلمَّس حاجة من هم في البيت، فقُم بخدمة الجميع بانشراح الصّدر واحتساب واستغل القيام بحوائجهم، ثم قم بقراءة القرآن عن ظهر قلب، واذكُر ربّك من تهليل وتسبيح وتحميد وحوقلة وتكبير واستغفار والصّلاة والسّلام على رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم.  وبعد نومة مريحة صلّ قيام اللّيل، واحرص على ساعة خُلوة مع ربّك عزّ وجلّ في ساعة السّحر، تفكِّر في عظمة خالقك، ونعمه الّتي لا تحصى عليك مهما كنت فيه من حال أو شدّة فأنت أحسن حالاً ممّن هو أشدّ منك. وقبيل الفجر لا بدّ من السّحور ولو بماء، مع احتساب العمل بالسّنّة؛ لما رواه أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال صلّى الله عليه وسلّم: “تسحّروا فإنّ في السّحور بركة” أخرجه البخاري، ثمّ تسوّك وتوضّأ واستَعِد لصلاة الفجر وأنتَ إمّا في ذِكر أو دعاء أو قراءة قرآن.    

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات