بالاشتراك فرنسية في حريم السلطان: سليم الجبان (الحلقة الخامسة والعشرون)

+ -

شكَّل موت الباشا كوتشوك حسين مع وفاة السلطانة الأم، التي حدثت بعد ذلك بعامين، ضربة ثنائية موجعة بالنسبة لنفوذ سليم الثالث بحلول عام 1803. استمر مصطفى، وخاصة والدته بوركيمال، في التآمر مع بعض الوزراء في الخفاء بقصر السلطان. لقد عرفوا كيف يدعمون أنفسهم من قبل الانكشارية، كما أنهم لم يغفروا أبداً للسلطان جلبه ضباطاً ومهندسين فرنسيين إلى تركيا بغية تحديث مؤسسات الجيش والبحرية معاً.

أفسح سليم المجال أحيانًا للإحباط بسبب نفوره من مهمته المرهقة، مفشياً في ذلك مخاوفه إلى محمود وناکجدیل. لم يكن التدخل بالقوة ليخدمه، بل ليؤدي إلى تعجيل الثورة عليه لا غير. واثقاً بنفسه وفي مهارته ومكره، انتظر حدوث معجزة ما، لم يكن يعلم هو بعد ما هي. فهم أن المعاهدة الأخيرة التي وقَّعها مع روسيا لم تكن لتضمن له السلام، ولهذا رغب في التحالف مع فرنسا. نصحته ناکجدیل بكتابة رسالة شخصية إلى نابليون، الذي ردَّ عليه بإرسال صليب وسام جوقة الشرف إليه. سبَّب هذا الوسام العسكري، والمزيَّن بلقب السفير، الذي تمَّ تثبيته على صدر السلطان من قبل كافر، في واحدة من الزلات التي كان أنصار مصطفى يتصيَّدونها لأمير المؤمنين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات