الشّيخ أبو عبد السّلام شاهد على الكثير من إنجازات الجزائر

+ -

عظّم الله أجرنا وأجر الجزائريين والأمّة الإسلامية في فقدان شيخنا الشّيخ أبو عبد السّلام، رحمه الله تعالى، وأنزل عليه شآبيب المغفرة والرّضوان. الشّيخ أبو عبد السّلام علم من الأعلام الّذين عرفتهم الجزائر ورجل من المعلّمين الأساتذة الّذين أبلوا البلاء الحسن في مجال التّربية والتّعليم الأوائل وهو مفتش في العلوم الإسلامية في التّعليم الثانوي، سواء وزارة الشؤون الدّينية، سواء في مجال التّوجيه الدّيني والتّعليم القرآني، أو في مجال التّكوين وتحسين المستوى وإدارة المعاهد، سواء وهو مستشار لوزير الشّؤون الدّينية والأوقاف خلال السّنوات الطويلة، أو كأستاذ في جامعة الجزائر في كلية العلوم الإسلامية، حيث اشتغل في التدريس خصوصًا العلوم اللّغوية وهي من علوم الآلة مهمّة جدًّا، أو في مجال الإعلام الدّيني خصوصًا في قناة القرآن الكريم، في إذاعة القرآن الكريم، في القناة الأولى بالتلفزيون الجزائري، من خلال حصصه المختلفة حصة ”فتاوى على الهواء”، حصة ”هلا سألت”، حصة ”الفتوى” على قناة القرآن الكريم، أو عبر مختلف البرامج الإعلامية الّتي كان يُنشطها ويديرها ويُنتجها ويُعدّها، أو في جولاته الكثيرة في مساجد الجزائر من خلال دروسه الّتي كان يتجوّل فيها خلال الجزائر كلّها.والشّيخ أبو عبد السّلام رحمه الله تعالى كان من القامات العلمية الكبيرة وعضويته في اللّجنة الوزارية للفتوى، فهو واحد من أعمدتها وقاماتها وفقهائنا وفقهائها الّذين استرشدوا برأيه واحتكموا إلى علمه وفقهه، والحقيقة أنّه كان خادمًا للمجتمع الجزائري من خلال فقهه وعلمه، ومن خلال فتاواه، سواء في المجال الإعلامي أو في مجال القنوات الأخرى، خصوصًا في  اللّجنة الوزارية للفتوى التي كان عضوًا فيها في كلّ مراحلها وعبر محطاتها المختلفة، وهذا يُشهَد له ويُكتب له في ميزان حسناته، فرحمه الله تعالى وأنزل عليه شآبيب الرّحمة والغفران.سبحان الله، توفي وهو في جولة علمية في مساجد ولاية سطيف بمناسبة ذكرى مولد سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أو من خلال الدّروس العلمية الّتي يُلقيها في المسجد الّذي قرب داره في علوم الحديث وعلوم الفقه.وهو رجل ابن أسرة ثورية، فهو ابن شهيد، أخذ عن كثير من علماء الجزائر، منهم الشّيخ محمد شارف رحمه الله، ومنهم الشّيخ محمد الطاهر آيت علجت حفظه الله تعالى ورعاه، وغيرهما من أعلام الجزائر الكبار.الحقيقة، أنّه شاهد على الكثير من إنجازات الجزائر، وحقيقة يُعزّين فيه فقط أنّ جهده وعمله ومثابرته إن شاء الله تكون في ميزان حسناته ورفعة درجاته، عظّم الله أجر الجميع ورحمه الله تعالى وأبدل الجزائر خيرًا وتبقى وفية في منهجه، في طريقته، في وسطيته، في اعتداله، نترحّم عليه ونُعزّي عائلته الصغيرة والكبيرة الّتي هي المجتمع الجزائري كلّه.الشّيخ الدكتور محند إيدير مشنان منسق اللّجنة الوزارية للفتوى

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات