مساجد تتزين بأشهر القرّاء لصلاة التراويح

+ -

تشهد مساجد الجزائر خلال شهر رمضان المبارك؛ إقبالا منقطع النظير من قبل المصلين على صلاة التراويح، خاصة المساجد التي يؤمّها القرّاء المشهورون، إما لشهرة الإمام المقرئ أو لقوة حفظه أو جمال صوته أو لتحكمه في أحكام التجويد والترتيل أو لتلك العوامل مجتمعة، غير أن جمال الصوت وإتقان أحكام التجويد والترتيل يلعب الدور الأكبر.

 يحرص الجزائريون في صلاة التراويح على اختيار المساجد التي سيؤمها القراء المشهورون في كافة مساجد الجمهورية، حيث تستقطب تلك المساجد أعدادا غفيرة جدا تفيض بها قاعات الصلاة وتمتد للشوارع المحيطة بالمسجد. بخلاف من يفضل مسجد الحي أو أقرب مسجد إلى سكنه، أو من لا يطيل القيام أو من يبحث عن مساجد تتوفر على وسائل الراحة أو مكيّفات هوائية بسبب حرارة الطقس واكتظاظ المساجد بالمصلين، خاصة الصغيرة. ومن بين هؤلاء القرّاء نذكر:

القارئ رياض الجزائري
يعدّ القارئ رياض آيت حمو، المكنى بالقارئ رياض الجزائري، من مواليد 1970 بالجزائر العاصمة. كانت بدايته مع القرآن الكريم في سن السادسة عشر (سنة 1986) حين كان يستمع لتلاوة الشيخ عبد الباسط أثناء افتتاح برامج التلفزيون الجزائري، وقد انبهر بصوته وتأثر به كثيرا، واتصل بأحد أصدقائه الذي سلم له شريطا يتضمن قصير السور للمقرئ المعروف رحمه الله، فزاد إعجابه بأدائه القوي وتمكن في ظرف شهر من حفظ قراءته مع تقليده، قبل أن يبدأ في تقليد محمد الصديق المنشاوي وغيرهما من المقرئين المصريين، منهم مصطفى إسماعيل وأبو العينين شعيشع وراغب مصطفى وآخرين...
اختار القارئ رياض الجزائري مسجد علي بن أبي طالب بمدينة بوفاريك لأداء صلاة التراويح، رغم أنه يتلقى الكثير من الدعوات من مساجد مختلفة. وتمتاز قراءته أثناء أدائه لصلاة التراويح، أنه يجعل لكل ركعة لحنها الخاص.

القارئ زكريا حمامة
القارئ العالمي الشيخ أبو جلال زكريا حمامة، من مواليد 1976 بولاية أولاد جلال، متزوّج، قارئ بالإذاعة والتلفزيون. درس القرآن وعلومه في بلدته، درس الشريعة في سوريا، وشارك في عدة مسابقات أهمها لبنان، المغرب، ماليزيا، العراق، إيران، تركيا والبحرين. كما شارك في التحكيم الدولي سابقا في البحرين، ونال جائزة المسابقة القارئ العالمي في البحرين بالمرتبة الثانية. وهو مجاز في القراءات العشر، ومحكّم في الأداء الصوتي، وخبير للمقامات، وهو متطوع منذ تسع سنين في مسجد الفرقان بباب الزوار.
ومنذ سنوات، يؤم القارئ زكريا حمامة المصلين في صلاة التراويح في مسجد الفرقان بباب الزوار في الجزائر العاصمة.

القارئ محمد إرشاد
القارئ محمد إرشاد مربعي، إمام مسجد الأمير عبد القادر الجزائر بولاية قسنطينة، من مواليد العاشر من أكتوبر 1989 بقسنطينة، ولد كفيفًا، تابع دراسته حتى حصل على شهادتي الليسانس والماجستير في أصول الدين، والآن يحضّر للدكتوراه حول القواعد الأصولية.

وقد ساعده في دراسته الدينية في أن تمكن من الإلمام بالكثير من الجوانب الفقهية وبأحكام التلاوة وغيرها، وتحصل على العديد من مسابقات القرآن الكريم داخل وخارج الجزائر كالإمارات ولبنان وتونس ومصر وغيرها، أبرزها تتويجه بالمرتبة الأولى في جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في 2010.

سيؤم القارئ محمد إرشاد المصلين في صلاة التراويح ككل سنة في المسجد القطب الأمير عبد القادر بقسنطينة، وتمتاز قراءته بالتجويد تارة والترتيل تارة أخرى، لكنه لا يقلد أي قارئ من القراء بالعالم الإسلامي. ويشدّ الرحال إلى مسجد الأمير من كافة الضواحي المحيطة بوسط المدينة، حيث يمتلئ المسجد ورحابه بالمصلين.

القارئ ياسين إعمران
المقرئ ياسين إعمران، ذو الصوت الشجي، من مواليد الأول من ديسمبر 1990 بمدينة الجزائر، بدأ حفظ القرآن في سن السابعة وظل يحفظه ويواظب عليه حتى ختمه، وكان مولعا بالقراء الكبار أمثال الشيخ عبد الباسط عبد الصمد الذي ظل يقلده حتى أتقنه، حتى كان يظن أهل الحي أنه شريط للشيخ الراحل. شارك في عدة مسابقات وطنية لحفظ القرآن وتجويده، وكان دائما يفوز بالمرتبة الأولى.

ويعدّ القارئ ياسين أول من أذّن لصلاتي المغرب والعشاء في “جامع الجزائر” بطابع جزائري أصيل؛ ليلة إحياء المولد النبوي الشريف وسط حضور رسمي، على غرار الوزير الأول عبد العزيز جراد وأعضاء حكومته وشخصيات رسمية ودينية وسفراء، ليلة 28 أكتوبر 2020.

ورغم أن شهرة القارئ ياسين حديثة، إلا أن صيته ذاع في العالم العربي والإسلامي والغربي، من الجزائر إلى تركيا إلى ماليزيا إلى أستراليا وغيرها. وسيؤم المتقن للمقامات الصوتية؛ المصلين لصلاة التراويح بمسجد النور ببرج الكيفان.

القارئ فاروق ماحي
القارئ فاروق ماحي (39 عامًا)، إمام مسجد أبو عبيدة ببلدية باش جراح، سُلبت منه نعمة البصر، إلا أن الله عوّضه صوتا عذبا في تلاوة القرآن الكريم، جذب إليه قلوب المصلين من كل فج عميق، ليأتموا به في التراويح منذ أن كان عمره 12 عامًا.

درس القرآن الكريم على الطريقة التقليدية العادية (باللوح والصلصال)؛ وحفظه بإتقان في سن الـ12، وهي المرة الأولى التي أمّ فيها الناس في صلاة التراويح بمسجد ابن خميس في مدينة تلمسان، ومنذ سنة 1997 وهو يؤم الناس في صلاة التراويح.

وسيؤم القارئ فاروق ماحي الناس لصلاة التراويح في مسجد الأنصاري بدرارية، وهو ذات المسجد الذي يؤم فيه الصلوات والجمع والتراويح منذ سبع سنوات.