وهران: اعترافات الإرهابي "القعقاع" حول اغتيال بختي بن عودة

+ -

خلد أصدقاء الفقيد بختي بن عودة، أول أمس، الذكرى الثمانية والعشرون لاغتياله على أيدي الإرهاب الدموي في 22 ماي 1995 بوهران من خلال عقد ندوة بدار الثقافة بوهران من تنشيط رفيق دربه الصحفي محمد بن زيان والاستاذ عبد القادر فيدوح مؤطر بختي بن عودة في مذكرة الماجستير. جريمة تضمن تفاصيلها كتاب " اعترافات إرهابي الجماعات الإسلامية المسلحة-الجيا" الصادر سنة 1999 بفرنسا، حول عملية الاغتيال بحيث يقول الإرهابي في الكتاب " عرفت عندما عدت إلى وهران بعد نزولي من الجبل باغتيال بختي بن عودة الاستاذ و الكاتب و الصحفي بجريدة ابليس الجمهورية، من طرف مجموعة إرهابية بحي ليبلانتور ، أحد المنفذين شاب يمارس رياضة الجيدو، من الواضح انه اكتسب الثقة في نفسه ". للتذكير فإن اغتيال بختي بن عودة جرى في 22 ماي 1995 برصاص إرهابية استهدفت قتل المشروع الذي يحمله الفقيد وقتل السؤال والنقد العقلي الذي اكتسبه من تأثره بفكر عبد الكريم الخطيبي وجاك دريدا وصياغته لرؤية حداثية لتجاوز القبيلة والرقي نحو المواطنة الحقة والتأسيس لانتلجنسيا حقيقية.

اعترف الارهابي في نفس الكتاب انه قرر النزول من الجبل " لعدم موافقته مع جرائم الجماعات الإسلامية المسلحة في المنطقة الرابعة المنضوية تحت راية الإرهابي الدموي قادة بن شيحة. تضمن الكتاب تفاصيل مروعة حول إشرافه على جماعة إرهابية تنشط بوهران من 1991لغاية 1995   و اغتيالها لمواطنين و رجال أمن و مثقفين من بينهم عبد القادر علولة و مطرب الراي الشاب حسني شقرون و الاستاذ الجامعي في الاقتصاد فار الدهب   و محاولات اغتيال محامين . كما كشف عن كيفية انخراطه في الحزب المحل الجبهة الإسلامية للانقاذ " الفيس" وتوظيفه في بلدية وهران بعد فوز الحزب في الانتخابات، بعد أن كان يمارس نشاط " الترابندو" بين مرسيليا و الجزائر و اتصالاته باللفيف الاجنبي بفرنسا بغرض التجنيد في صفوفهم قبل أن يتراجع عن قراره عشية احداث5 اكتوبر 1988. يحتوي الكتاب تفاصيل فظيعة حول جرائم الجماعات الإرهابية والتصفيات الجسدية في الجبال و هي اعترافات قدمها بهوية مخفية للصحفي باتريك فوريتسي من كبار المحققين بمجلة" باريس ماتش" و أنجز العديد من الكتب حول تغطيته لعدة مناطق الحروب في العالم. ظهرت هوية الإرهابي المجهول فيما بعد  ( ع.ق) من خلال التفاصيل حول حي "كافينياك" بوسط وهران و علاقة القرابة مع  عضو مؤسس للجبهة الإسلامية للانقاذ قبل انسحابه منها بعد خلاف مع شيوخ الفيس آنذاك . انتشر في سنة 2014 خبر وفاته في سيارة الشرطة الفرنسية خلال نقله نحو المطار رواسي شارل ديغول تنفيذا لقرار قضائي بطرده نحو الجزائر نظرا لاقامته غير شرعية بفرنسا لسنوات منذ خروجه من الجزائر سنة 1996 بعد تسليم نفسه لمصالح الأمن و استفادته من تدابير قانون الرحمة في عهد الرئيس اليامين زروال و تبرئته من كل الجرائم التي اقترفها. بعد وفاته تم ترحيل جثمانه نحو الجزائر ليدفن في نفس مقبرة عين البيضاء بجوار الشاب حسني و بختي بن عودة و مثقفين و مواطنين ضحايا الإرهاب الظلامي الدموي سنوات الدم و الدمار.