الذكاء الاصطناعي هو نتيجة لتطور الإنسان

+ -

يعتبر الفنان التشكيلي، حمزة بونوة وعضو لجنة دعم الفنون والآداب على مستوى وزارة الثقافة الجزائرية، أن الذكاء الاصطناعي هو نتيجة لتطور الإنسان والعلم والتكنولوجيا، والفن مرتبط بكل هذا التطور ويتماشى معه ما دام جزء من حياة الإنسان وفكره وإبداعه.

ويؤكد بونوة، عكس الكثيرين، أن الفن لا يتأثر بالذكاء الاصطناعي سلبا، بل هو تطور منطقي له تماشيا مع التطور التكنولوجي، مثلما تتطور الذائقة الإنسانية مع تطور التكنولوجيا. فالفن واللوحة التشكيلية والثقافة البصرية، مرت عبر التاريخ بمراحل كثيرة أدت إلى تطور وسائلها، من الرسم على جدران الكهوف، إلى اختراع آلة التصوير، وصولا لعصر الفن الرقمي.

يقول بونوة، إن "الفن أو اللوحة، فكر، ولا يهمّ الطريقة التي يتم فيها إبداع ذلك الفن أو تلك اللوحة، بل المهم أن يكون العمل ذو إبداع  ويحمل رسائل المجتمع والعصر الذي يعيش فيه الفنان ويناقش قضاياه ويضع الحلول". أما في المجتمعات المتخلّفة، يضيف بونوة، فلا يزال الفنانين مرتبطين ويمارسون الشكل الحِرفي اليدوي، مما صعّب عليهم دخول الفن المعاصر المعقّد والمختلف عن فكر الفن في الماضي.

مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي تطور لا بد منه ولا بد من تقبله والتأقلم معه والتماشي معه، فلكل زمن فنه ولكل فن زمانه، ولكل زمن وسائله.

يشير بونوة إلى أنه لا يمكن القول إنه على الفن أن يكون يدويا، فهذه النظرة غير صحيحة ومتخلّفة، ولا تتماشى مع التطور المذهل الذي عرفته كل المجالات في العالم، وإنما يتطور الفن ويستعين بهذه  التكنولوجيا ويكتسب تقنياتها من أجل بعث فكر معاصر يعالج به الإشكالات المعاصرة التي يعيشها ضمن المجتمع المتطور. فالفن حسب بونوة لم يعد مجرّد تقنية، كما كان في الماضي، وإنما أصبح اليوم يلعب دورا حقيقيا في خلق النقاش الجاد والفكري. ويختم قوله "ولكن أيضا حتى لا نغالي في استخدام التكنولوجيا، على الفنان البحث عن التوازن بين التكنولوجيا والعمل اليدوي في اللوحة الفنية المعاصرة حتى يحقق المعادلة المرجوة".