"يمكننا أن نتعلم الكثير من خلال الطريقة التي تنظر بها الجزائر إلى العالم"

+ -

قالت سفيرة مملكة هولندا لدى الجزائر، السيدة جانا فان دير فيلدي، إن "الجزائر هي أكبر بلد في إفريقيا، لكنها في الواقع غير معروفة نسبيًا في هولندا". وأضافت "نعرف الجزائر بشكل أساسي كمورّد للغاز والنفط، ولكن هناك أيضًا الكثير من الإمكانات في مجال الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر".

وأشادت السفيرة في لقاء مع "الخبر"، بالشراكة الهولندية الجزائرية في مجال الزراعة، مؤكدة أن الشركات الهولندية تعمل بالشراكة مع نظيرتها الجزائرية في تحديث مزارع الألبان وزراعة البطاطس في الصحراء وتطوير البستنة الموفّرة للمياه والطاقة والمساحة.

وأوضحت السفيرة الهولندية بالجزائر، فان دير فيلدي، أنه إلى جانب سفيري هولندا لدى كل من الموزمبيق وإثيوبيا، في سياق تقرير لوزارة الخارجية الهولندية المعنون بـ"استراتيجية هولندا تجاه إفريقيا 2023-2032" الصادر يوم الأربعاء الماضي (31/05/2023)، من أجل تعزيز علاقات هولندا مع القارة الإفريقية، من خلال البحث عن "شراكات خاصة وفرص عظيمة".

وتتضمن استراتيجية هولندا على مستوى القارة الإفريقية، وفقًا لتقرير وزارة خارجيتها، "رؤية متكاملة للسياسة والتعاون الاقتصادي مع قارة إفريقيا"، حيث يشير إلى ما جاء في الاتفاق الائتلافي للحكومة الهولندية "الرغبة في تشجيع التنمية الاقتصادية القائمة على المساواة، الحد من الفقر، تحسين واحترام حقوق الإنسان والحدّ من الهجرة غير النظامية".

ويشدد التقرير، حسب الدبلوماسية الهولندية، على أن التعاون مع إفريقيا يقوم على "المساواة أكثر مما كان عليه في الماضي"، مشيرا إلى أن هذه المساواة "تتطلب فهم موقف الآخر والتعاون على أساس المصالح المتبادلة"، إلى جانب "تكثيف التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف وتعزيز الاقتصاد والاستراتيجية الهولندية الإفريقية والمصالح المشتركة، وتعزيز الاستقرار الإقليمي وعقد اتفاقيات التنقل والهجرة"، إلى جانب "تحقيق أهداف الأمم المتحدة في التنمية المستدامة وأجندة الاتحاد الإفريقي 2063"، بالإضافة إلى "تعزيز الازدهار"، فضلا عن "المرونة المناخية للناس والمجتمعات في إفريقيا وأوروبا".

وعن الجزائر، تقول السفيرة جانا فان دير فيلدي، بأنها "بلد جميل يبلغ عدد سكانه أكثر من 45 مليون نسمة، عدد كبير منهم شباب"، مشيرة إلى أن الجزائر "تقع في منطقة معقدة، مع أوضاع متوتّرة في البلدان المجاورة لها مثل مالي وليبيا، وتدفّق الهجرة من دول إفريقية أخرى وكمنطقة حدودية بين أوروبا ومنطقة الساحل"، وأنها "استقلّت عام 1962 وناضلت بشدة من أجل ذلك"، مؤكدة أن الجزائريين "يقدّسون ويثمّنون سيادتهم وحكمهم الذاتي".

وأضافت: "في هولندا، نعرف الجزائر بشكل أساسي كمورّد للغاز والنفط، ولديها رصيد معتبر من الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر"، وأقرّت أن هولندا تسعى نحو "ولوج ميدان الطاقة المتجددة والتفكير في مشاريع ملموسة في مجالي الطاقة الشمسية والهيدروجين".

ولفتت إلى أن الشعب الجزائري وعبر تاريخه الطويل "وجد طرقا عديدة للعيش في مناخ حار وجاف للغاية"، ومن هذه الطرق "أنظمة الري المبتكرة وطرق البناء القادرة على التعامل مع الحرارة الشديدة"، وأضافت "يمكننا أن نتعلم الكثير من الجزائر في هذا المجال".

وأكدت أن "مزارعي البذور الهولنديين يبحثون باهتمام كبير عن التعاون مع الشركاء الجزائريين، من خلال الجمع بين المعرفة الهولندية والجزائرية"، وبالتالي، تضيف السفيرة "يمكن تطوير بذور مقاومة للمناخ"، مشددة على أن استراتيجية إفريقيا هي "الدخول في شراكات متساوية لإيجاد حلول معًا لتحديات اليوم والغد".

واختتمت سفيرة هولندا لدى الجزائر رؤيتها لهذه الشراكة في تقرير "استراتيجية هولندا تجاه إفريقيا 2023-2032"، بقولها "من خلال الجمع بين وجهات نظرنا المختلفة على وجه التحديد، نصل إلى المحادثات الأكثر إثارة للاهتمام"، مشيرة إلى أن "الجزائر قريبة نسبيًا من أوروبا، لكنها أيضًا مرتبطة جيدًا بالعالم العربي ودول القارة الإفريقية"، داعية من خلال هذا التقرير "يمكننا أن نتعلم الكثير عن هذه المناطق من خلال الطريقة التي تنظر بها الجزائر إلى العالم، وبالتحديد من خلال وضع وجهات نظرنا المختلفة جنبا إلى جنب".