استنكر مسجد باريس الكبير تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي، غابرييل أتال، التي انتقد فيها ما أسماه تصاعد “التغلغل الإسلاموي في فرنسا والدعوة إلى تطبيق الشريعة في المدارس”.
وشجب مسجد باريس الكبير في بيان نشره على صفحته بمنصة “إكس” “مثل هذا التعميم الذي يهدد بتشويه المكون الإسلامي في فرنسا، ما يعرض الوحدة الوطنية للخطر”.
وتحدث غابرييل أتال، خلال زيارته الأخيرة إلى منطقة “فيري تشاتشيون” جنوب باريس، عن “مجموعات منظمة نوعا ما، تسعى إلى تنفيذ تغلغل إسلاموي”، ملمحا إلى عملية تسلل أيديولوجي متطرف داخل مؤسسات الدولة وخاصة في الوسط التعليمي، على حد قوله.
وطالب مسجد باريس الكبير في بيانه بأن تكون مثل هذه الاتهامات مبنية على أدلة وحقائق ملموسة، حتى تؤخذ على أنها ذات مصداقية وترك التصريحات ذات الصبغة السياسية.
وعبّر المسجد عن مخاوفه من أن تؤدي مثل هذه التصريحات إلى استهجان جزء من مكونات المجتمع الفرنسي وأن تسهم في ضرب العيش المشترك في فرنسا.
ودعا عميد مسجد باريس الكبير، شمس الدين حفيز، رئيس الوزراء والحكومة إلى تجنب مثل هذا النوع من الخطابات، لاسيما خلال هذه الفترة الانتخابية التي يتم فيها استخدام الإسلام والمسلمين كمطية للظفر بأصوات اليمين المتطرف.
ويرى مراقبون أن حملة العداء وتشويه الإسلام في فرنسا وراءها أهداف سياسية متعلقة بالانتخابات، وليس لأن الإسلام يشكل خطرا على علمانية الدولة كما يدعي مهاجموه.
وتشهد فرنسا باستمرار حملات عداء واسعة للإسلام والمسلمين، سياسيا وإعلاميا، حيث عمدت السلطات أكثر من مرة إلى إغلاق العديد من الجمعيات والمؤسسات الإسلامية.
يشار إلى أنه عقب تولي أتال وزارة التعليم بشهرين عام 2023، أعلن حظر العباءة في المدارس الحكومية، وفي بداية 2024 تم تعيينه رئيسا للوزراء.
يذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شدد على ضرورة التعامل بحزم مع قرار منع ارتداء العباءة والقميص الطويل في المدارس الفرنسية. ودعا خلال زيارته ثانوية في جنوب فرنسا إلى مساندة المديرين والمدرسين لمواجهة التحديات المرتبطة بالموضوع.