عاد مارد العنف ليضرب من جديد في الملاعب الجزائرية وتحول ملعب الشهيد حملاوي بمناسبة القمة بين الشباب المحلي واتحاد العاصمة إلى ساحة "حرب " حقيقية أبطالها روابط الأنصار المتعصبة أو المسماة "الألترا" وهي الخطر الداهم المسكوت عنه.
واجتمعت عدة روايات لتؤكد المسؤولية المباشرة لرابطتين "ألترا" لأنصار الشباب والاتحاد في أحداث العنف الخطيرة في حملاوي والتي أساءت لصورة وسمعة الكرة الجزائرية وخلفت معها خسائر فادحة في الممتلكات وإصابات وجرحى ما بين الجمهور وأيضا وسط عناصر الأمن.
و"الألترا" هي كلمة لاتينية تعني المتطرفين وهي مجموعات أنصار الفرق الكروية، أنشأت أولا في أمريكا اللاتينية وانتقلت تدريجيا إلى أوروبا وصولا إلى شمال إفريقيا في تونس وليبيا ومصر قبل أن تصل إلى الجزائر في حدود سنة 2008 و2009
وتتبنى الألترا ما تعتبره مبادئ أساسية "المتمردة" على سلطة القانون والأمن والإعلام ومعها الدفاع باستماتة عن رموزها وشعاراتها ومن بينها ما يعرف ب ـ"الباش" الذي يتم تعليقه في الملعب وسرقته من قبل "ألترا" المنافس هي أكبر إهانة تستوجب حل الرابطة تماما
وتعتمد "الألترا" على التمويل الذاتي للقيام بنشاطاتها ومنها لوحات "التيفو" خلال المباريات ويأتي التمويل من خلال الاشتراكات أو بيع منتوجات خاصة أو من عوائد بيع الأغاني ويحظر الحصول على تمويل من أي طرف "خارجي" أخر وهو ما لا يحدث عادة في الجزائر حيث تورط عدد من مسؤولي الأندية بشكل مباشر في دعم وتمويل هذه الروابط.
وبعيدا عن جماليات "التيفو" وحماسة الأغاني فإن روابط "الألترا" تحولت بسبب مبادئها المتطرفة وتبنيها لخطاب تحريضي إلى أداة العنف الأولى في الملاعب الجزائرية في السنوات القليلة الماضية أخرها ما يحدث في الأسابيع الأخيرة في مختلف أحياء العاصمة من شجارات بين هذه المجموعات المنتمية لمولودية الجزائر وشباب بلوزداد بسب خلاف على جدار من أجل رسم لوحات ما يعرف بـ "الغرافيتي" وعمود لتعليق راياتهم ولم يحد تدخل عناصر الأمن في كل مرة ولا أئمة المساجد في التهدئة أو الحد من هذه الاشتباكات.
وبات الاقتداء بالنمودج المصري في مواجهة خطر هذه المجموعات خيارا مطروحا بشدة، حيث لجأت السلطات المصرية بعد أن تسببت مجموعات "الألتراس" المختلفة في أحداث عنف خطيرة في الملاعب المصرية وبعد أن صارت مصدر خطر على الأمن القومي بعد أن حشرت نفسها في السياسة أيضا لتقييد عملها وحرمانها من دخول الملاعب لتدفعها تدريجيا لحل نفسها وهو ما انعكس بعودة الهدوء إلى الملاعب المصرية والكرة المصرية بشكل عام.