هدد الجيش الصهيوني، السبت، بالرد على حزب الله اللبناني بعد حادث سقوط صاروخ على بلدة مجدل شمس شمال هضبة الجولان المحتلة، رغم نفي الأخير مسؤوليته عن هذا القصف.
وقال المتحدث بلسان الجيش الصهيوني، دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي: "حادث مجدل شمس الأصعب من السابع من أكتوبر 2023 (تاريخ بدء الحرب على غزة)، وسنرد عليه".
وألمح هاغاري إلى أنّ قتلى الحادث هم من الطائفة الدرزية، قائلا: "نعزي الطائفة الدرزية برمتها في وقتها الصعب".
وادعى المتحدث أن الحادث وقع نتيجة صاروخ أطلقه حزب الله، وأصاب ملعبا لكرة القدم وسط مجدل شمس"، وتابع: "نحن نجري تقييما مشتركا للوضع، ولا يوجد حاليا أي تغيير في توجيهات قيادة الجبهة الداخلية".
من جهته، قال وزير الخارجية الصهيوني "يسرائيل كاتس، السبت، إن "إسرائيل تقترب من لحظة حرب شاملة في الشمال ضد حزب الله".
وأضاف كاتس أن "حزب الله تجاوز الخط الأحمر وسيكون الرد الإسرائيلي بناء على ذلك".
كما قرر رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، السبت، تعجيل عودته من واشنطن إلى تل أبيب، بعد أن كان من المفترض عودته مساء الأحد.
وقال مكتب نتنياهو في بيان: "فور العلم بالكارثة (حادثة مجدل شمس)، أصدر رئيس الوزراء تعليماته بتعجيل العودة إلى إسرائيل في أسرع وقت ممكن".
وقال مسؤولون أميركيون لموقع "أكسيوس"، إن إدارة جو بايدن تشعر بقلق بالغ من أن يؤدي هجوم الجولان إلى حرب شاملة بين الكيان وحزب الله.
وذكر مسؤول أميركي للمصدر نفسه: "ما حدث اليوم قد يكون الشرارة التي كنا قلقين بشأنها وحاولنا تجنبها لمدة 10 أشهر".
وفي وقت سابق السبت، أعلنت السلطات الصهيونية مقتل 11 شخصا وإصابة عشرات آخرين، جراء سقوط صاروخ على مجدل شمس.
وبينما اتهم متحدث الجيش الصهيوني "حزب الله" بالوقوف وراء الهجوم، نفى الحزب مسؤوليته عن ذلك.
وقال الحزب في بيان: "تنفي المقاومة الإسلامية في لبنان نفيا قاطعا الادعاءات التي أوردتها بعض وسائل إعلام العدو ومنصات إعلامية مختلفة عن استهداف مجدل شمس".
وأضاف: "نؤكد أن لا علاقة للمقاومة الإسلامية بالحادث على الإطلاق، وننفي نفيا قاطعا كل الادعاءات الكاذبة بهذا الخصوص".
وجاء الإعلان عن حادث مجدل شمس بعد وقت قصير من إعلان "حزب الله"، عبر بيانات له، استهداف 4 مواقع عسكرية شمال الكيان، ردا على اعتداءات الجيش الصهيوني على جنوب لبنان.
وشملت هذه الاستهدافات "قصف بصواريخ الكاتيوشا طال مقر قيادة لواء حرمون في ثكنة معاليه غولاني بالجولان السوري المحتل"، لكن الحزب لم يتحدث في بياناته عن استهداف بلدة مجدل شمس.
ومنذ 8 أكتوبر 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الصهيوني قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل أسفر عن مئات القتلى والجرحى.
وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء الاحتلال حربا يشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي؛ ما خلّف أكثر من 128 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود.
وتواصل تل أبيب الحرب على غزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.