لا يزال جيش الاحتلال الصهيوني متخوفا من حرب شاملة مع حزب الله اللبناني، رغم التصعيد المتواصل بينهم في كل الجبهات.
تقول صحيفة "هآرتس" الصهيونية، إن الغارات الجوية والقصف المدفعي الصهيوني ألحق أضرارا كبيرة في جنوب لبنان تماما مثلما ألحق قصف حزب الله بالصواريخ والطائرات والمقذوفات أضرارا كبيرة في المستوطنات المقامة في شمال فلسطين المحتلة.
وأضافت الصحيفة العبرية في تقرير لـ "عاموس هرئيل"، أن وهذا الوضع إلى جانب خلو المستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية من السكان، يزيد الإحباط في حكومة وجيش الاحتلال، مشيرا إلى أن الأضرار المتزايدة في لبنان جراء الهجمات، لا تُترجم إلى إنجاز استراتيجي، والمسؤولون لا يجدون بديلا لإعادة المستوطنين إلى بيوتهم، سوى بحرب شاملة أو وقف إطلاق نار كامل، وهاتان إمكانيتان تمتنع عن تنفيذهما.
وبحسب التقرير، فإن عدم لجوء حكومة الاحتلال وهيئة الأركان العامة لحرب في شمال فلسطين المحتلة، يبدو واضحا، على الرغم من التصريحات العلنية المتشددة التي تدعو لشن عدوان على لبنان، وهو ما يعكس خطورة الوضع، والنتيجة قد تكون مغادرة جماعية للمستوطنين، بحثا عن مستقبلهم في مكان آخر.
ويذكر التقرير العبري، أنه يتبلور خط مضاد لدى بعض الضباط الكبار في الجيش الصهيوني، والادعاء الذي يتعالى هو أن الوضع لا يحتمل، وقد يتفاقم في السنوات القريبة، وأنه لن يكون هناك خيار لدى الاحتلال سوى المبادرة إلى حرب مع حزب الله، هدفها إلحاق ضرر عسكري كبير وإبعاد حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني.
وقالت إن تخوفات هؤلاء الضباط في القيادة الشمالية مزدوجة وتتطرق إلى الفترة القريبة والوضع الإقليمي الذي سينشأ خلال عدة سنوات، "ففي الواقع الحالي، ورغم الابتعاد المؤقت لعناصر قوة رضوان النخبوية عن الجدار الحدودي، ليس لدى الاحتلال القدرة على إبعادهم من المنطقة الحدودية بشكل دائم".
ويشدد التقرير، على أن شن حرب شاملة ضد حزب الله في لبنان تحمل أضرارا أكبر من إنجازاتها.