شن السعوديون هجوما مضادا على مواقع التواصل الاجتماعي ردا على الفيلم الهندي "حياة الماعز"، هذا الأخير لا يزال يصنع الحدث في الخليج بتحوله لمادة دسمة لقوافل من المحللين.
الفيلم الذي يروي معاناة شاب هندي في السعودية التي انتقل اليها للعمل وفق نظام الكفيل أسال الكثير من الحبر، وأصبح أيضا قاعدة انطلاق تحليلات سياسية، فالبعض من السعوديين أكدوا أنه كان بتمويل إماراتي وصورت أجزاء منه في الأردن والجزائر، في محاولة لإضفاء طابع "المؤامرة" أو "الأمر الذي دبر بالليل" ضد المملكة.
حجم الهوشة بسبب الفيلم دفعت البعض لإطلاق اشاعات أشبه للخيال، كعزم السلطات السعودية شراء منصة "نيتفليكس" لحذف الفيلم، أو في خانة أكثر قبولا تكليف وزير الترفيه تركي آل الشيخ تمويل فيلم ضخم يروي حياة الأجانب في السعودية .
وفي هذا السياق، استبق عدد من السعوديين تركي آل الشيخ بنشر عشرات الفيديوهات في "تيك توك" يظهرون حسبهم الحياة السعيدة التي يقضيها العمال الأجانب من هنود وباكستانيين.
فيظهر فيديو سعودي يملك أراض وأغنام يهدي عاملا هنديا عنده هاتف "آيفون" آخر صيحة. وفي آخر يتحدث عامل يعمل وفق نظام الكفيل مع مستخدمه السعودية قائلا "السعودية رائعة الفيلم كذب في كذب".
أما في مقطع آخر أصر كهل سعودي إظهار البيت الذي يعيش فيه عدد من عماله من الهند ودول أخرى، وهو عبارة عن شالي محترم يتوفر فيه التكييف.
في حين اختار سعودي آخر بث فيديو لعامله قائلا "هذا الشخص الطيب يشتغل معنا منذ 30 سنة، كان يعمل عندي والدي رحمه الآن وبقي معنا إلى اليوم". وسأله "كيف كانت حياتك معنا، ليرد العامل الهندي المسلم "زين زين، الحمد لله".
ليردف السعودي "طيلة هذه السنوات الطويلة التي قضاها معنا، استطاع أن يبني بيتا في بلده ويعلم أولاده".
ومثل هذه الفيديوهات يمكن إحصاء العشرات على منصات التواصل الاجتماعي، معظمها تظهر ظروفا مثالية لعمال نظام الكفيل في السعودية، ومنها صور عناق بين العامل الأجنبي وسعودي، مثل أحد الفيديوهات يقوم فيه سعودي باحتضان عامله الأجنبي وهو يقول "أحبك في الله".
ولحد الساعة لم يصدر أي رد فعل رسمي للسلطات السعودية، رغم هول الجدل الذي أثاره فيلم "حياة الماعز".