تعيش بلدية بوحمامة، بخنشلة، خلال اليومين الأخيرين، على وقع جدل كبير، زادت حدته بعد إزالة تمثال للقائد الأمازيغي "أكسل" المعروف في التأريخ العربي بـ "كسيلة"، وذلك بعد ساعات من تنصيبه عند المدخل الشرقي للمدينة، بمبادرة من جمعية محلية.
خلفية الجدل الحاصل، تعود لطلب تقدمت به جمعية محلية تعنى بالسياحة والتراث، في سنة 2023 – حسب الوثيقة التي تحوز "الخبر" على نسخة منها – إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي لبوحمامة، تلتمس فيه الموافقة على "وضع وتركيب تمثال حصان وفارس بمحور الدوران عند المدخل الشرقي للبلدية" على أن تتكفل الأخيرة بكامل مصاريف ونفقات التركيب والشراء والتثبيت.
واللافت للانتباه في هذا الطلب، هو تفادي الجمعية تحديد هوية الفارس المعني بهذا التمثال، إلى غاية تاريخ تثبيته صبيحة أمس الأربعاء، ليتفاجأ سكان المنطقة، وعلى رأسهم السلطات المحلية بأن التمثال يخص القائد الأمازيغي "أكسل"، الذي تزامنت فترة حكمه مع تاريخ الفتوحات الإسلامية في منطقة المغرب الأدنى والأوسط والأقصى، وتدور حول شخصه عدة روايات تبرز مقاومته للفتح الإسلامي الذي تم على يد القائد الإسلامي عقبة بن نافع ومن شقّوا طريق الإسلام بعده.
وأمام هذه الخطوة غير المنتظرة بنصب التمثال المنحوت من قبل الفنان عبد الرزاق بوسكار، للقائد "أكسيل" أو "كسيلة"، ارتأت السلطات المحلية لذات البلدية إزالة النصب في ذات اليوم، دون تقديم أية توضيحات رسمية إلى حد الساعة.
وأمام الاندفاع القوي للتعصب للمواقف المتضاربة بشأن هذه الخطوة، دعا الفنان نور الدين تابرحة، إلى التعقل في معالجة المسألة تجنباً لإثارة الحساسيات.
وقال ابن مدينة بسكرة: "مثل هذه المواقف تتطلب منا التعقل وأن نكون أكثر سلاسة وأكثر دبلوماسية وأكثر تحضراً، وأن نستحضر سيادة العقل"، يقول مضيفا "أعتقد أن ديباجة الدستور واضحة والعناصر المشكلة للهوية مذكورة ومسلم بها، ولا داعي للمتاجرة بعواطف شعبنا وإثارة نزعات عدائية".