اليمين المتطرف.. "القذارة" للتغطية على قذارته التاريخية

38serv

+ -

كم من قضية مضللة وموضوع تافه دفع بها اليمين المتطرف الفرنسي في حملته ضد الجزائر، لإغراق الساحة الإعلامية الفرنسية بـ"القذارة"، وكل ذلك من أجل تحقيق هدف التغطية على "قذارته" التاريخية ضد الشعب الجزائري إبان فترة الاستعمار والتي يراد طيها دون اعتراف ولا اعتذار ولا تعويض.

من الخطأ الاعتقاد بأن الحملة التي تستهدف الجزائر منذ عدة أسابيع على وجه الخصوص، على علاقة باتفاقية الهجرة أو بحبس صنصال أو بالفاتورة الوهمية للمستشفيات الفرنسية أو بالمساعدات المزعومة التي "تمنحها" فرنسا للجزائر. لا شيء من هذا صحيح، هذه القضايا التي رمى بها اليمين المتطرف من وزراء وأحزاب، هي فقط لتحريض الرأي العام الفرنسي غير المتطرف، في عملية شبيهة بـ"غسيل مخ" حتى يسهل تمرير مخططه في شيطنة الجزائر.

من فيليب دوفيليي إلى زمور ومن مارين لوبان وبارديلا مرورا بوزير العدل درمانان والداخلية روتايو، الذين يتنافسون بينهم وضد بعضهم حول من يحكم فرنسا في 2027، الخطاب واحد والفكرة واحدة، من يطعن أكثر ويهاجم أكثر الجزائر التي أسقطت الجمهورية الفرنسية الرابعة، وحال وهج ذلك من يومها ميكانيكيا، كدرع واقي من بلوغ اليمين المتطرف العنصري إلى سدة الحكم، لأنه وريث الكولونيالية، والجزائر تذكره دوما بتاريخه الدموي الأسود وجرائمه ضد الإنسانية.

ولذلك بعدما سقطت في الماء حكاية فاتورة المستشفيات وصنصال ومساعدات التنمية وحرية التعبير، انتقل دعاة هذا التيار إلى تزوير التاريخ بكتابة تاريخ آخر كما يتمنونه بمحاسبة الجلاد للضحية وليس كما كتبه المؤرخون، ويكون ذلك ليس فقط عن طريق ترويج الأكاذيب التاريخية بل يكون ذلك من خلال إغراق الساحة الإعلامية بـ"القذارة" بنية إثارة النقاش وخلق الشك حولها، فهل توجد كذبة أكبر عندما تتهم العنصرية سارة خنافو الجزائر بأنها تأخذ من أموال فرنسا 9 ملايير أورو سنويا، تاركة الانطباع لدى مستمعيها بأن ديون فرنسا التي فاقت 3200 مليار أورو من بين سببها الجزائر ؟ هل توجد "قذارة" أكثر من أن يدعي زمور أن الجزائر يجب أن "تكون ممتنة لفرنسا"، ولكن على ماذا ؟؟؟، عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ضد الجزائريين التي ارتكبها جنرالات فرنسا ودونوها في مذكراتهم كنوع من الافتخار؟ عن تهجير وتشريد آلاف الجزائريين من قراهم بقوة الحديد والنار ؟ عن استعمال جزائريين كفئران تجارب في الصحراء خلال التجارب النووية الفرنسية ؟ عن استعمال النابالم وتنفيذ مجازر سطيف، ڤالمة خراطة وحرق الجزائريين داخل المغارات في مستغانم ؟ عن حرق جيش الـ"أو.آ.آس" للمكتبات في العاصمة واغتيال المثقفين وتنفيذ المقصلة ؟

يراد من وراء هذه "القذارة" التي يقذف بها زمور وأمثاله من تيار اليمين المتطرف العنصري، تغطية "القذارة" لرجالات هذا التيار الذين نفذوا أبشع أنواع الاستعمار الاستيطاني في الجزائر وارتكبوا مجازر تصنف في خانة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بشهادة مؤرخين موثقة. بارديلا يقول إنه "يجب ألا يخجل الفرنسيون من ماضيهم"، وذلك الماضي التاريخي هو جوهر هذه الحملة الشرسة والتهجم ضد الجزائر، لأنها المرآة التي تظهر لهم دوما الوجه الحقيقي للكولونيالية وأحفادها ولدعاة الديمقراطية الزائفة.

 

كلمات دلالية: