حاسي مسعود مدينة “الحاسي والمآسي”

+ -

رغم أن بلدية حاسي مسعود تعد أغنى بلديات الوطن من حيث المداخيل التي تجنيها خزينة البلدية من ضرائب ورسوم 149 مؤسسة، بين شركات نفطية وأخرى، من بينها 72 أجنبية و35 وطنية عمومية، و42 وطنية وخمسة مصانع كبرى لتكرير البترول والغاز، فضلا عما تدره 1572 بئر بترولي و116 بئر غاز، إلا أن سكانها يعانون الفقر المدقع، فلا شيء يوحي بأنها مدينة غنية، كما تدل عليه الخيرات التي تزخر بها. ويلقب الكثير من الموطنين حاسي مسعود بمدينة المتناقضات النائمة بين الكثبان الرملية وآبار النفط، التي تمد الجزائريين بالخيرات وتختزل أحلامهم ومآسيهم، فحاسي مسعود اسم يعرفه كل الجزائريين بموطن الثروة المقبلة على الزوال، لكن سكانها يسمونها بـ “مدينة الحاسي والمآسي”، فهنا يتعايش البشر مع الفقر المدقع والغنى الفاحش.ويأمل سكان حاسي مسعود في انتشالهم من الفقر وأكواخ الزنك والخشب بحي “الهايشة”، أفقر أحياء حاسي مسعود والفيلات الجميلة بالحي الراقي الذي عمّره عمال آبار النفط والشركات الأجنبية التي حطت الرحال بأغنى بلدية في الجزائر، وربما بالوطن العربي، كما يقول أهل الحاسي، التي جمعت كل ولايات الوطن فوق رقعة جغرافية بدأت صغيرة، ثم كبرت وتوسعت بسرعة رهيبة. ويستفيد الغرباء من خيرات هذه المدينة، في وقت أن سكانها ينتظرون الجديد وانتشالهم من هذه الوضعية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: