انفراج في ولايات واستمرار الضغط في أخرى

يرى المواطن أن الإجراءات الخاصة بإصدار جواز السفر البيومتري، معقدة وتكلّفه وقتا يقضيه بين أروقة ومكاتب الدائرة، بين أخذ الصور والبصمات والمعلومات، وأحيانا الانتظار لمدة زمنية طويلة... بداية بتحديد يوم تلك الإجراءات الإدارية من خلال موعد عن طريق الهاتف، تفوق مدته الأسبوعين.وقد يتصادف ذلك الموعد الذي “يفوز به المواطن”، مع طارئ كالمرض وأشغال وأمور عائلية اضطرارية، ما يفرض عليه تفويت الموعد وانتظار موعد آخر. أما تسليم جواز السفر، فيكون بعد شهرين في أحسن الظروف عبر الدوائر العشر لولاية مستغانم.وفي ولاية معسكر، تشهد مصلحة جوازات السفر على مستوى الدائرة إقبالا محتشما من قبل المواطنين الراغبين في إيداع ملفات للحصول على جوازات السفر البيومترية، هذه الأيام، وهذا بسبب ارتفاع سعر الطابع الجبائي من 2000 دج إلى 6000 دج، الأمر الذي دفع عددا كبيرا من العائلات محدودة الدخل إلى العزوف عن استخراج هذه الوثيقة، بعدما كان سعر هذا الطابع سابقا في متناول الجميع.ظاهرة أخرى تشهدها هذه المصلحة وضاقت بموظفيها ذرعا، وهي عدم اكتراث المواطنين الذين أودعوا ملفات جوازات السفر بسحب هذه الجوازات، والتي أصبحت عالة على هذه المصلحة، رغم مناشدة السلطات للمواطنين في كل مناسبة من أجل استخراجها، دون جدوى. وقد أحصت مصالح الدائرة عدد الجوازات البيومترية الجاهزة 515 جواز سفر بيومتري جاهز تنتظر سحبها من أدراج المصلحة بمقر الدائرة.وصنعت الشلف الاستثناء، فقد تقلّصت مدة الحصول على جواز السفر البيومتري عبر دوائر الولاية إلى أقل من أسبوع. كما تم تخفيض الوثائق المطلوبة، إذ تقتصر على ملء الاستمارة وتقديم صور شمسية للمعنيين وجواز سفرهم القديم. وأكد مواطنون بدائرة الشلف أن مستوى الخدمات تحسّن بشكل ملموس، سواء من حيث الاستقبال أو حجم الملف المطلوب لتجديد جوازات سفرهم.ولاحظت “الخبر” أن المصلحة المعنية تم بها اتخاذ إجراءات تنظيمية جديدة، ساهمت في القضاء على الفوضى والمشادات التي كانت تقع بين المواطنين وأعوان الإدارة بسبب بعض الممارسات المستفزة، كما عبّر موطنون لـ “الخبر” عن ارتياحهم للتسهيلات التي وجدوها بالدائرة المذكورة.وفي ولاية تيارت، اضطرت مصالح الدائرة إلى إجبار المواطنين على تقديم ضريبة الدمغة مع الوثائق المطلوبة للحصول على جواز السفر، بعد تسجيلها لتراكم عدد من جوازات السفر التي يعزف أصحابها عن استخراجها، رغم تقدمهم بوثائق لطلب الجواز، حسبما أفاد به مصدر عليم. وتقوم المصالح ذاتها باستقبال بين 60 و80 طلبا يوميا من خلال المواعيد المقدمة لطالبي جوازات السفر على الرقم الهاتفي المخصص للعملية.ومن جهة أخرى، يمكن القول إن دائرة وهران تعتبر أكثر دوائر الوطن التي تواجه مشاكل في مجال استخراج جواز السفر، وهذا بالنظر إلى أنها تقدم خدمات لأكبر عدد من المواطنين على المستوى الوطني، والذي يقارب المليون نسمة. وصار المقر الجديد للدائرة قرب جامع ابن باديس قبلة يومية لمئات المواطنين، الذين يقصدونها “أملا في تقديم موعد إيداع الملف” أو “العثور على وسيط لتسريع علمية الإيداع”، وغيرها، وهذا نظرا لكون مصلحة جوازات السفر لا تقدر على تقديم خدمات ترضي كل الناس بسبب حجم العمل المفروض عليها.ويطالب المواطنون في وهران مصالح وزارة الداخلية بإيجاد صيغة جديدة تمكّن القطاعات الحضرية التابعة لبلدية وهران، من تقديم خدمة تسليم جوازات السفر، لأن كل الحلول التي تم تجريبها لم تجد نفعا بسبب الضغط الجماهيري الكبير على الدائرة.