"خطاب السياسيين سبب عزوف المواطن عن المشاركة في الفعل السياسي"

+ -

يؤكد الأستاذ علي حرودي من جامعة سطيف2 بأن حالة التذبذب التي تميز الخطاب السياسي في الجزائر كان لها انعكاسات واضحة على الصعيدين النفسي والاجتماعي، مثلما تبرزه الاستقالة الصامتة للمواطنين وتفضيل لغة الأهازيج والتصفيق السطحية، بما أدى إلى فسح الطريق أمام تصرفات مبنية على الولاء لهذه الشخصية أو تلك، عوض اختيار توجه سياسي بعينه. ويرى الأستاذ بأن لكل مجتمع إنتاجه الاجتماعي الخاص للسياسي، وأن الخطاب في حد ذاته مرتبط بمحيطه وبمسألة الثقافة، إلا أن ذلك لا يمنع من الإشارة إلى أن عدم تركيز الفاعلين السياسيين على أداء وظيفتهم الدنيا في بلورة رؤى واضحة وعدم إكساب النقاش السياسي لغته وأدبياته ساهم في نقص المشاركة النشطة للمواطن في الفعل السياسي وانخراطه في تفاصيل الشأن العام، باعتبار السياسة مهمة نبيلة يدخل ذلك في صميم العاملين فيها الذين ينزعون إلى التضحية والبذل لفائدة الصالح العام على حساب مصالحهم الشخصية الضيقة.  ويضيف بأن هذه الظاهرة، بما أفرزته على الخصوص من قصور في هيكلة الرأي العام، نتج عنها أيضا عجز في قياس اتجاهات وانشغالات الشرائح العامة للمجتمع، الأمر الذي ترك الانطباع بأن هناك خللا واضحا في التعبير عنها بصدق من قِبل السلطة من جهة، ونقلها بصورة صائبة من قِبل المعارضة من جهة ثانية. ويتجلى الأثر الأبرز لهذا الاختلال على مستوى الخطاب، إن جاز التعبير، بالتحديد على صعيد البناء الغائب لذلك التقارب المعقول بين السلطة والمواطن وتمتين الثقة بين الجانبين، بالنظر إلى أن هذا الأمر يعد مبدأ أساسيا من مبادئ الحكم التمثيلي الذي يستند في كليته على هذه العلاقة، وبالتالي فإن للخطاب دورا هاما في تشكيل الوعي السياسي المستند على الإعلام والتكوين الدائمين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: