"الفاعلون السياسيون يعيشون في عالم متخيل"

38serv

+ -

 يرى الأستاذ عبد الرشيد كياس من جامعة جيجل أن واقع الخطاب السياسي يظهر أن الكثير من الفاعلين السياسيين يعيشون في عالم متخيل، “ولكنه ليس العالم الذي يحاكي الواقع ويناظره ويسمح للعقل البشري فيه أن يتحرر بل هو عالم آخر لا يشاركهم فيه غيرهم، ومع التطور المتزايد لتكنولوجيا الإعلام الجديدة تزداد الهوة اتساعا”.ويرى الأستاذ أن الكثير من ساسة العالم يتواصلون مع مواطنيهم يوميا دون خوف ودون توقع إحراج، فلحاكم الشارقة مثلا صفحة على موقع الفايسبوك وأخرى على تويتر وعلى الشبكة رقم خطه المباشر وصفحة للديوان وأخرى لنائبه، ولرئيس دولة الإمارات مثل ذلك وأكثر. أما الحكومة البريطانية فأقامت منتديات إلكترونية جرت فيها حلقات كثيرة للمشاورة والنقاش السياسي والأمثلة كثيرة. أما في الجزائر فهناك بعض المواقع والصفحات لأفراد أو لهيئات لا يتم تحديثها ولا زيارتها حتى من قِبل المعنيين المباشرين بها، وكل مواطن يزورها يخرج منها متذمرا. وهنا يطرح التساؤل: “هل مازال الخطاب السياسي في الجزائر عموديا أفقيا وأبويا يمارس اتصالا وليس تواصلا؟ وهذا جهل، ومن لم ينفعه العلم لم يأمن ضرر الجهل كما قال أرسطو. وفي مثل هذه المرحلة التي يمر بها العالم والوطن العربي خصوصا فإن المواطن في غنى عمن يؤكد له الأهمية التي تفرد بها الإعلام الجديد في عالم السياسة، لأن الكل يعلم أن رجل السياسة قبل أن ينزل من منصته يكون خطابه قد جاب أرجاء العالم وأن أخطاءه تم تصيدها والتعليق عليها وصورة شخصه قد نالت منها مختلف الوسائط سلبا أو إيجابا، وفي مواقع التواصل الاجتماعي الخبر اليقين لأن هذا الجيل الذي يسمى جيل البلوتوث أو جيل الأنترنت كما سماه “دون تابسكوت” والذي انتقص من شأنه قد أقض مضاجع الساسة من حكام ووزراء وغيرهم وقلب الأمور رأسا على عقب”. ومن ثمة يرى الأستاذ أن ضرورة الحفاظ على أمن الوطن والمواطن تقتضي اكتساب القدرة على استخدام تكنولوجيا الإعلام الجديد والتحكم فيها، “فالطبيعة تخشى الفراغ وأولئك الذين استهانوا بما يمكن أن يفعله الإعلام الجديد لاقوا مصيرا مذلا، وتواجه أوطانهم الآن وضعا قاتما بل ومحزنا، لأن الإخفاق في التحكم في وسائل الاتصال والإعلام الجديدة ينذر بإخفاق العمل السياسي. فالآن من يسيطر على الصورة يسيطر على العقول كما قال “بيل غيتس” والصورة لا يجب أن تظهر بشكل غير مرضي. لقد حقق الدعائي جوزيف غوبيلز الانتصار للحزب النازي في القرن الماضي لأنه كان شديد الاهتمام بما ينشر ويعرض من أخبار وصور خصوصا صور “الزعيم” الذي لا يجب أن يظهر بشكل غير لائق”.  

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات