مستشفياتنا الجامعية تقوم بمهام غير مهامها

+ -

أكد البروفيسور فريد حدوم، رئيس مصلحة أمراض الكلى بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، بأن المعمول به على مستوى كبرى مستشفياتنا هو استئصال الأعضاء وبترها عوض التقويم، مرجعا ذلك إلى وصول غالبية الحالات المرضية في حالات متقدمة تستدعي استئصال العضو المريض، لتبلغ بالتالي جراحة الاستئصال عندنانسبة 80% تمارس في مراكز جامعية كان من المفروض أن تكون مرجعية لا “مراكز بتر وفقط”.يحدث هذا في الوقت الذي تمثل الجراحة التقويمية على مستوى كبرى مستشفيات العالم نسبة 80%، مقابل 20% من جراحة الاستئصال التي تمارس بوحدات استشفائية ثانوية، على أن تبقى مراكز الصحة المرجعية والمستشفيات الجامعية حكرا على العمليات الجراحية الكبرى مثل زرع القلب أو أي عضو نبيل، في حين يقول البروفيسور حدوم رئيس مصلحة أمراض الكلى بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، “تبقى مستشفياتنا الجامعية وكبرى المراكز الاستشفائية، وعلى رأسها مستشفى مصطفى باشا الجامعي بالجزائر العاصمة، والذي كان من المفروض أن يكون أكبر مركز مرجعي نظرا للموارد البشرية والعتاد الطبي الكبير الذي يحوز عليه، يبقى يمارس جراحة البتر وبنسبة 80% على حساب أمور طبية أهم”.والسبب حسب ذات الاختصاصي هو أن غالبية الحالات المرضية تصل في وقت متأخر من الإصابة من جهة، وتتطلب بطبيعة الأمر استئصال العضو، مثل حالات سرطان الثدي التي يستأصل فيها الثدي أو الاثنان معا، أو حالة تعفن رجل مريض السكري التي تتطلب بترها، إلى جانب حالات استئصال الحويصلة وغيرها من الحالات، وكذا إلى عدم الحسم في أمور مثل هذه من جهة أخرى، إذ كان من المفروض أن تسند مهام بتر الأعضاء المريضة إلى وحدات استشفائية ثانوية، ليتولى المستشفى الجامعي معالجة أمراض مستعصية على غرار السرطان وأمراض القلب التي أكد لنا بخصوصها البروفيسور نوار رئيس مصلحة جراحة القلب، المستحدثة مؤخرا بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، أن هذا النوع من الجراحة ورغم ثقلها ممارسة بنسبة 80% على مستوى العيادات الخاصة، ليبقى دور طبيب القلب على مستوى المستشفيات العمومية ممثلا في تقويم بعض مشاكل القلب الصحية لا غير.مصطفى باشا مركزا مرجعيا انطلاقا من 2016وينتظر مع بدايات 2016 أن يتحول مستشفى مصطفى باشا الجامعي إلى مركز مرجعي لا يستقبل الحالات التي تتطلب الاستئصال، والتي يمكنها أن تتم بالمؤسسات الاستشفائية والوحدات الطبية على مستوى كل بلدية، ليتولى الاهتمام بالحالات المرضية الثقيلة على غرار زراعة الأعضاء وتقويمها، مثل زراعة الكلى من ميت لحي التي ينتظر أن تنطلق خلال سبتمبر المقبل، حيث تم فتح قسم خاص بأمراض الكلى وزرعها بعد أن كانت تابعة لقسم الجراحة الصدرية، كما تم تحضير البلاتوهات التقنية والطبية الخاصة بالزرع، مع ترتيب العملية بصفة تنظيمية، حيث تم تحضير بطاقية برنامج “حياة” الذي ينظم قائمة الأشخاص الذين هم في حاجة إلى زرع كلية على المستوى الوطني، كما تم استحداث قسم خاص بجراحة القلب الدقيقة التي لم تكن متوفرة من قبل، وعنه أوضح لنا البروفيسور نوّار الذي يترأس ذات القسم أنه أول قسم يتولى جراحة صمامات القلب وانسداد الشرايين، موضحا أن 80% من عمليات جراحة القلب تمارس بالعيادات الخاصة.وباعتماد هذه الخطوة، تتحول مهمة مستشفى مصطفى باشا الجامعي من الاهتمام بالعلاجات الأولية إلى الرعاية المكثفة، في انتظار أن تعمم التجربة على بقية المستشفيات الجامعية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات