+ -

دخل أولياء التلاميذ في رحلة بحث عن الكتب المدرسية لأبنائهم، بعدما نفدت في بعض المؤسسات التربوية، حيث اضطروا لتشكيل الطوابير أمام المكتبات، خاصة تلك التابعة لديوان المطبوعات المدرسية، في حين أكدت وزارة التربية أنها وزعت أكثر من 55 مليون كتاب منذ بداية السنة الدراسية الجارية. اشتكى بعض الأولياء لـ«الخبر” ما أسموه سوء توزيع هذه الكتب، وأفادوا بأن بعضها متوفر بأعداد مضاعفة، في حين سجلت ندرة في الكتب المدرسية لبعض المواد الأساسية، وهو الأمر الذي دفعهم للتنقل إلى المكتبات من أجل البحث عنها، أو حتى بائعي الأرصفة بعد أن تبين أن الكتب لم تتغير منذ السنة الدراسية الماضية.  وشهد ديوان المطبوعات المدرسية بشارع زيغود يوسف في العاصمة، أمس، طوابير طويلة من أولياء التلاميذ الذين قدموا لاقتناء الكتب المدرسية لأبنائهم، بعدما عجزت وزارة التربية الوطنية عن تعميم بيعها داخل المؤسسات التربوية، فرغم مرور أسبوع كامل على الدخول المدرسي لا تزال الطوابير الطويلة أمام مقر الديوان موجودة منذ الساعات الأولى للصباح، للظفر بالكتب مخافة نفاد بعضها.وقد تنقلت “الخبر” إلى ديوان المطبوعات المدرسية للوقوف على معاناة أولياء التلاميذ في الحصول على الكتب المدرسية، التي أجمع هؤلاء على ضرورة توفيرها في المدارس بدل إجبارهم على الوقوف لساعات أمام الديوان، حيث تم تشكيل صفين، واحد للرجال والآخر للنساء، أمام المدخل لتسهيل عملية التوزيع.وفي حديث لنا مع أولياء التلاميذ، أفادونا بأنهم ينتظرون دورهم منذ الصباح ولا زالوا لم يحصلوا على الكتب، مرجعين السبب إلى نقص العمال وضيق مساحة نقطة البيع، حيث يقوم عامل بأخذ لائحة الكتب من المواطنين، والثاني يسلمها لأصحابها ويقبض ثمنها، بينما وجدنا عاملا آخر ينظم الطوابير، والذي رفض إفادتنا بأية معلومة حول الموضوع بقوله “ممنوع”.وأضاف أحد المواطنين أن بعض الكتب تعرف نفادا قبل الأخرى كالرياضيات واللغة العربية، متسائلين عن سبب هذا النفاد السريع، كما عبر معظم من تحدثنا إليهم عن استيائهم الكبير لهذا الوضع، موجهين أصابع الاتهام إلى وزارة التربية التي وعدت من قبل أن عملية بيع الكتب ستكون على مستوى المؤسسات التربوية، لكن القرار بقي مجرد حبر على ورق. وأضاف محدثونا أن القائمين على الديوان أفادوهم بأن عملية بيع الكتب كانت قد انطلقت منذ شهر ماي المنصرم، إلا أن الإقبال عليها كان جد ضعيف. وعلى مستوى مكتبة المطبوعات المدرسية بالعاصمة، قال ولي أحد التلاميذ الدارسين بالطور المتوسط، إنه فوجئ بابنه، أمس، يطلبه منه اقتناء بعض الكتب الضرورية، وأن الدفعة الأولى منها نفدت على مستوى المؤسسة التربوية التي يدرس بها، الأمر الذي دفع بالوالد للتنقل صباحا إلى بعض المكتبات ولم يعثر على كتب التربية الإسلامية والرياضيات. في حين قال والد تلميذة في الطور الابتدائي إنه لم يعثر على كتاب العربية رغم أنه قصد أكثر من مكتبة، في حين اضطر لأن ينتظر دوره في طابور طويل على مستوى مكتبة تابعة لديوان المطبوعات المدرسية.وقالت فتاة أخرى رافقت أختها الصغرى، إنها تأخرت عن عملها من أجل اقتناء الكتب المدرسية للأخت، وطلبت من الأساتذة أن لا يضغطوا على التلاميذ في ظل العجز عن العثور على الكتب.من جهته، أوضح مسؤول الإعلام بوزارة التربية الوطنية، في حديثه مع “الخبر”، أن الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية وضع أكثر من 55 مليون و500 ألف كتاب مدرسي في متناول التلاميذ، وذلك من القسم التحضيري إلى السنة الثالثة ثانوي، ما يمثل 167 عنوان. مؤكدا أن جميع النسخ تم توزيعها على مستوى المؤسسات التربوية، ودعا جميع المؤسسات التي تعاني من نقص للاتصال بديوان المطبوعات المدرسية لاستلام أي كمية تحتاجها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات