عرض فيلم "البئر" وتكريم مخرجه لطفي بوشوشي

+ -

عرض، أول أمس، بالجزائر العاصمة، الفيلم السينمائي الطويل ”البئر” المتوج، مؤخرا، بأربع جوائز في الدورة الـ31 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط بمصر، الذي اختتمت فعالياته الخميس المنصرم، وتم بالمناسبة تكريم مخرجه لطفي بوشوشي. وتتمثل الجوائز في الجائزة الكبرى لأحسن فيلم عربي، وجائزة أحسن مخرج، وأحسن سيناريو، بالإضافة إلى جائزة أحسن دور نسوي والتي منحت للممثلة الجزائرية نادية قاسي.يعتبر فيلم ”البئر” أول عمل من إنتاج الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي للمخرج لطفي بوشوشي، عن سيناريو ياسين محمد بن الحاج وقصة مراد بوشوشي عم المخرج وضابط في جيش التحرير الوطني، وأدى أدواره الرئيسية كل من ليلى مات سيستان، وزهير بوزرار، واورايس عاشور، ومحمد ادرار، إلى جانب مشاركة أجنبية، الممثل ”لوران مورال” في دور الضابط الفرنسي.يروي فيلم ”البئر” على مدار 90 دقيقة، معاناة سكان قرية صغيرة في الحصول على الماء إبان الاستعمار الفرنسي وخلال الثورة التحريرية، في منطقة من مناطق الجنوب الجزائري، حيث تتكفل نساء وأطفال بجلبه لهم ولحيواناتهم، وهذا بعد أن طوقتهم قوات الاستعمار واستحال عليهم استغلال البئر الوحيدة التي ألقيت بها جثث جنود، وصوّر المخرج بأدق التفاصيل تلك المعاناة في أبسط مظاهر الحياة اليومية. كان للمرأة التواجد الأكبر في مجتمع نسوي غاب عنه الرجال، إما بسبب التحاقهم بجيش التحرير الوطني أو استشهادهم في المعارك، مركزا على الدور الكبير الذي لعبته المرأة في ذلك الوقت في الحفاظ على بيتها وتربية أطفالها، رغم الظروف القاسية التي ميزها شح الماء والعطش الدائم والتواجد المهدد لعساكر الاحتلال واستمرار الحصار ونفاد مخزون المياه لدى الأسر وموت الماشية وظهور علامات جفاف على الصغار. أمام هذا الوضع الذي لا يحتمله أحد، ترفع النساء التحدي وفي مقدمتهن ”فريحة” و”خديجة” التي فقدت ابنتها خلال الحصار، لتواجهن رصاص القناصين الفرنسيين المحاصرين للقرية. تخرج النساء من القرية تتقدمهن ”فريحة” و”خديجة” اللتان أرغمتا الشيخين ”بلقاسم” و”بن عودة” على الالتحاق بالركب، فيستشهد الأربعة ويستمر نضال البقية أمام طلقات جنود الاستعمار، ليقدم الفيلم صورة رائعة عن شجاعة المرأة من أجل أبنائها ورفضها الظلم والموت، ليكون الرصاص أرحم من الموت في صمت وعطش.وقال مخرج الفيلم، لطفي بوشوشي، على هامش حفل التكريم، إنه لم يكن يتوقع الحصول على أربع جوائز كبرى في أحد أعرق المهرجانات العربية، خاصة أن الفيلم يشارك لأول مرة في تظاهرة دولية، ووصف التتويج بـ«فخر” للسينما الجزائرية، مشيرا إلى أن الفيلم تنتظره مشاركات دولية أخرى. وأوضح بوشوشي أنه رغم استعمال العامية الجزائرية في الحوار، إلا أن الموضوع الذي تناوله وهو موضوع إنساني، منحه صبغة عالمية.اعتبر وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، من جهته، أن الفيلم ليس تتويجا فقط للمخرج بوشوشي وإنما هو أيضا تتويج للجيل الجديد من السينمائيين الذين صار على عاتقهم أن يحلقوا بعيدا بالسينما الجزائرية، مؤكدا أن مصالحه تجتهد لإعادة السينما إلى مكانتها المستحقة، وكذا العمل على تعزيز جهد المخرجين بنجاحاتهم .وكان من المنتظر أيضا حضور محمد الزاوي مخرج الفيلم الوثائقي ”آخر الكلام” الذي تحصل أيضا على جائزة أحسن فيلم وثائقي في مهرجان الإسكندرية السينمائي، إلا أنه برمج خلال الأيام القليلة المقبلة.للتذكير، أنتج فيلم ”البئر” الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي والمركز الوطني للسينما و”الفداتيك”، في إطار الاحتفال بخمسينية الاستقلال.  

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات